الصراع السوداني يتسبب في رفع أسعار “المونادا” بالمغرب،
حيث تفاجأ المغاربة، اليوم الجمعة بارتفاع أسعار المشروبات الغازية، مع اقتراب دخول فصل الصيف الذي يشهد تزايد الإقبال على هذا النوع من المشروبات.
وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، صورا تظهر الأثمنة الجديدة لعبوات المشروبات الغازية لشركة “كوكا كولا.
وعبر الفيسبوكيون عن سخطهم من الزيادات المتتالية التي تشهدها أسعار عدد من المواد والسلع الاستهلاكية،
فيما قلل آخرون من أهمية ارتفاع أسعار “المونادا” داعين إلى مقاطعتها.
وعزا مهنيون ارتفاع الاسعار الى الحرب السودانية،حيث دفع الصراع في السودان الشركات الدولية المصنّعة للسلع الاستهلاكية،
إلى الدخول في سباق لتعزيز إمدادات الصمغ العربي، أحد أكثر المنتجات المرغوبة في البلاد،
والذي يعد مكوناً رئيسياً في الكثير من المواد، بدءاً من المشروبات الغازية إلى الحلوى ومستحضرات التجميل.
ويأتي حوالي 70% من إمدادات العالم من الصمغ العربي، الذي لا توجد له بدائل كثيرة،
من أشجار الأكاسيا في منطقة الساحل في السودان الذي يمزقه القتال الدائر بين قوات الجيش وقوات الدعم السريع.
رفع أسعار المونادا بالمغرب
قال مصدّرون ومصادر من الصناعة لـ”رويترز” إن الشركات التي تخشى من استمرار انعدام الأمن في السودان وتعتمد على المنتج،
مثل كوكاكولا وبيبسيكو، عملت على تخزين إمدادات، وبعضها لديه مخزون يغطي ما بين ثلاثة إلى ستة أشهر كي لا تتعرض لأزمات.
وقال ريتشارد فينيجان، مدير المشتريات في مجموعة كيري، التي تورد الصمغ العربي لمعظم شركات الأغذية والمشروبات الكبرى:
“بناء على الفترة التي سيستغرقها الصراع، قد تكون هناك تداعيات على السلع المُصنعة المعروضة على الرفوف، والتي تحمل علامات تجارية شهيرة”.
وقدّر فينيجان أن المخزونات الحالية ستنفد في غضون خمسة إلى ستة أشهر. واتفق معه مارتين بيركامب، الشريك في شركة التوريد الهولندية فوجا جام،
والذي قال إن المخزونات تكفي لفترة تتراوح من ثلاثة إلى ستة أشهر.
وقال متحدث باسم شركة كلويتا إيه.بي. السويدية المتخصصة في صناعة الحلوى، ومن بينها مستحلبات لاكيرول التي تستخدم الصمغ العربي،
في رسالة بالبريد الإلكتروني، إن الشركة لديها مخزون “وافر” من الصمغ العربي.
ووفقاً لتقديرات نقلتها مجموعة كيري، يبلغ الإنتاج العالمي من الصمغ العربي حوالي 120 ألف طن سنوياً، بقيمة 1.1 مليار دولار.
ويأتي معظم هذا المكوّن من منطقة “حزام الصمغ” التي تمتد 500 ميل من شرق إلى غرب أفريقيا حيث تلتقي الأراضي الصالحة للزراعة بالصحراء،
وتضم أيضاً إثيوبيا وتشاد والصومال وإريتريا.
وقال 12 من المصدرين والموردين والموزعين الذين اتصلت بهم “رويترز” إن التجارة في الصمغ،
الذي يساعد في تماسك مكونات الطعام والشراب، توقفت.
وقال محمد النور؛ مدير شركة الصمغ العربي في الولايات المتحدة، التي تبيع المنتج للمستهلكين كمكمل غذائي،
إنه “من المستحيل” الآن الحصول على كميات إضافية من الصمغ العربي من المناطق الريفية في السودان بسبب الاضطرابات وغلق الطرق.