تحدّث وزير الخارجية الروسي، وفقا لتلفيقات الذباب الإعلامي للجبهة الانفصالية البوليساريو، (الاثنين الماضي) في مجلس الأمن عن “قضية” الصّحراء،
“مصرّحاً” بأنّ “روسيا تتهم الغرب بالتخريب وانتهاك قرارات تطالب بحق الشّعب الصّحراوي في تقرير المصير”، وفق افتراءات إعلام الانفصاليين، لا غير.
في المقابل، لم يأت وزير الخارجية الرّوسي في خطابه (25 دقيقة) على ذكر “نزاع” الصحراء، بل انتقد الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي واليابان.
ولم يكن لذلك علاقة بـ”نزاع” الصّحراء، كما يتوهّم “إعلام” الانفصاليين، بل لأن هذه البلدان رفضت الاعتراف بالاستفتاءات على “تقرير المصير”،
التي نظمتها في المناطق التي تقع في الأراضي الأوكرانية التي ضمّتها روسيا، ومنها دونباس ودونيتسك ولوغانسك.
في سياق متصل، كان المغرب قد صوّت، في 12 أكتوبر الماضي، لصالح قرار للجمعية العامّة للأمم المتحدة يدين ضمّ روسيا لأراضٍ أوكرانية.
ويشار إلى أن تلك كانت المرةَ الأولى التي يشارك فيها المغرب في التصويت بشأن الحرب في أوكرانيا،
في الوقت الذي كان قد “تغيّب” عن جلسات التصويت، خلال اعتماد قرارات 2 و24 مارس و 7 أبريل 2022 مثلا.
وبينما يحاول ما يسمّى “وسائل إعلام” البوليساريو “إقحام” روسيا بكلّ الطرق غير المشروعة،
بما فيها تحيف التصريحات، لا تحظى “قضية” الصّحراء بأية أولوية بالنسبة إلى الدّبلوماسية الروسية.
ولا رغبة لموسكو في أن “تستميل” بلداناً إفريقية إلى صفّها ولا، على الأقلّ،
دفعها إلى تبنّي موقف محايد في الحرب التي تشنّها على أوكرانيا، كما هو الحال مع المغرب.
ويسمح المغرب للطائرات الروسية، حتى التي تحمل على متنها وزراء، آخرهم لافروف (الأسبوع الماضي)،
بالهبوط في مطاراتها للتزوّد بالوقود قبل أن تواصل رحلاتها نحو القارتين الأمريكية والإفريقية.