أعطيت تعليمات “صارمة” لوسائل الإعلام الرّسمية في المغرب، وفق مصادر صحافية،
لعدم تغطية كلّ الأنشطة الفرنسية في المغرب، سواء كانت من تنظيم سفارة فرنسا في المملكة أو أنشطة هيئات فرنسية.
وتُفيد المعطيات المتوفّرة بهذا الشّأن، وفق المصادر ذاتها، بأن “التعليمات” أعطيت، منذ شهر تقريبا،
لكلّ مصوري القطب العمومي أن لا يقوموا بغطية أيّ نشاط له علاقة بالمصالح الفرنسية في المغرب.
وتابعت المصادر نفسها أنّ هذه التعليمات شملت حتى تصريحات السّياح الفرنسيين للإعلام الرّسمي المغربي.
يأتي ذلك في إطار الأزمة التي تشهدها العلاقات المغربية -الفرنسية منذ ما يفوق السنتين،
والتي زادت حدّة إثر اتهام فرنسا المغربَ باستخدام برنامج “بيغاسوس” للتجسّس على هواتف شخصيات فرنسية بارزة،
أولها الرئيس إيمانويل ماكرون، وخفض عدد التأشيرات المخصصة للمغاربة من قبَل السّلطات الفرنسية.
وتلقى مسؤولين مغاربة، في وقت سابق، وفق ما أفادت به تقارير إعلامية، تعليمات لعدم استقبال السّفير الفرنسي كريستوف لوكورتيي،
بينما لم يُبد المغرب نيتَه تعيين سفير جديد في فرنسا خلفاً لمحمد بنشعبون،
الذي “سحبه” الملك محمد السادس من باريس وعيّنه على رأس صندوق محمد السادس للاستثمار.
في المقابل، أفادت منابر أخرى بأنه لم تصدُر “تعليمات” مثل هذه بتاتاً،
مبرزة أن الأمر ليس من “أصول” الدبلوماسية المغربية، إذ أنه حين تتخطى دولة ما حدودها، فإن وزارة الخارجية تستدعي سفيرها لتشرح موقفها.
في غضون ذلك، اشتدّ “البرود” في علاقات البلدين وشهد توترات جديدة، لا سيما بعد ثبوت ضلوع أحزاب فرنسية، منها حزب الرّئيس ماكرون،
في “مؤامرة” البرلمان الأوروبي ضد المغرب، من استصدار قرارات وانتقادات باسمه للمملكة من بوابة “حقوق الإنسان” و”حرّية التعبير”.