أنهت غرفة الجنايات بمحكمة الاستئناف بالرباط في وقت متأخر في ليلة أول أمس الإثنين،
محاكمة ولد الفشوش المتهم بدهس دركي بالهرهورة، بسيارته الفارهة،
حيث قضت بإدانته بعشرين سنة سجنا وأداء تعويض مالي قدره 15 مليون سنتيم.
وحاول الشاب المتهم، المنتمي لعائلة ثرية بالرباط، جلال جلسة أول أمس بغرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بالرباط،
الدفاع عن نفسه وتبرير تهمة القتل المنسوبة إليه،
بكونه لم يلتفت للسد القضائي والدركي الضحية بحكم الازدحام وكثرة السيارات التي حجبت عنه الرؤية،
حيث تفاجأ بالدركي أمامه، إلا أن الهيئة القضائية فندت كل ادعاءاته، حيث حاصرته بفيديو وصور التقطتها كاميرات بعين المكان، بينها كاميرا سياراته الفارهة، تؤكد وجوده وحيدا بالطريق المؤدية إلى ممر السد القضائي الذي ينبه لتخفيض السرعة،
إذ تجاهل كل الإشارات التحذيرية وتجاهل معها حتى الدركي الذي أمره بالتوقف، قبل أن يدهسه ويرديه قتيلا تحت عجلات سيارته بعد سحله لأمتار، حسب التهم الموجهة إليه.
وتعود أطوار هذه القضية إلى أكتوبر من سنة 2019، حيث اهتزت منطقة الهرهورة ومعها الرأي العام الوطني، على وقع فاجعة صادمة خلفت مقتل دركي شاب بعد دهسه وسحله من طرف ابن ثري بالرباط.
الواقعة، التي استنفرت القيادة العليا للدرك الملكي بالرباط، وقعت في حدود منتصف النهار،
حيث قام شاب من مواليد 1990 مزداد لهولندا وينحذر من أم هولندية وأب مغربي، دهس دركي على الطريق الساحلية،
وتحديدا عند مخرج الهرهورة في اتجاه مدينة الرباط.
وحسب معطيات الملف، فإن المتهم بسحل الدركي مسافة طويلة متسببا له في جروح وكسور خطيرة انتهت بوفاته مباشرة بعد نقله إلى المستشفى،
معلنا عن مأساة صادمة وسط عائلته وزملائه ورؤسائه الذين أجهشوا بالبكاء بالمستشفى عندما أخبرهم الطبيب بوفاته.
وأكدت مصادر خاصة ب”الأخبار” أن الشاب المتهم كان قد تناول وجبة الغداء رفقة خطيبته بأحد المطاعم الفاخرة بالهرهورة، احتفاء بعيد ميلادها الذي صادف اليوم نفسه،
وعند عودته إلى الرباط، على الطريق الساحلية، رصدته كاميرا الرادار متجاوزا السرعة المسموح بها،
مما دفع الدركي إلى تنبيهه عن بعد بالتزام أقصى اليمين من أجل ترتيب الجزاء القانوني في حقه،
قبل أن يتفاجأ بولد الفشوش يضاعف من سرعته ويقذف به لمسافة طويلة في الاتجاه المعاكس،
دون أن يأبه بحالته وهو يحتضر وسط بركة من الدماء،
كما عكست ذلك هواتف المواطنين والمارة الذين استنكروا المشهد المخيف والتفوا حول السيارة الفارهة التي كان يمتطيها ولد الفشوش.
وانتقل إلى عين المكان كبار مسؤولي الدرك بالقيادة العليا وجهوية الرباط وكذا سرية تمارة والمركز الترابي بالهرهورة،
حيث تم نقل الضحية إلى المستعجلات بالمستشفى الجامعي ابن سينا بالرباط،
كما تم اعتقال الجاني الذي تم اقتياده إلى مقر المركز الترابي من أجل تدابير الحراسة النظرية والبحث، تحت إشراف النيابة العامة،
قبل أن يتم عرضه على العدالة وإيداعه السجن بتهمة القتل العمد.
ووفق مصادر “الأخبار”، فإن الشاب الذي صعقته غرفة الجنايات، أول أمس، بعشرين سنة سجنا،
هو من مواليد العاصمة الهولندية أمستردام من أم هولندية وأب مغربي،
درس في مجال الإعلاميات، وكان يستعد لتأسيس شركة متخصصة في الميدان نفسه،
مستغلا خبرة والده الذي كان يملك شركة متخصصة في صنع وبيع الحواسيب المحمولة بهولندا،
قبل أن يستقر بالمغرب ويستثمر به في مجالات مختلفة.
المصدر: الأخبار