هزّات الحسيمة بعد زلزال تركيا.. هذه تفسيرات معهد الجيوفيزياء، في التفاصيل،
تعرّضت محافظة “هاتاي” التركية، مساء أمس الاثنين، لزلزال جديد بقوة 6,4 درجات،
هو الأكثر شدّة منذ زلزال 6 فبراير الجااري، الذي خلف ما يفوق من 41 ألف قتيل في تركيا.
ولقوة الزّلزال شعر به حتى سكان كل من لبنان وسوريا وفلسطين ومنطقة أنطاكيا في الجنوب التركي
وقد جعل هذا الزّلزال الأخير والهزّات الارتدادية التي تلته سكان المغرب،
خاصة في المناطق الشمالية، يتخوفون من وقوع زلزال لا قدّر الله، مستحضرين زلزال الحسيمة الأخير.
وبلغت قوة هذا الزّلزال الذي هزّ الحسيمة في مثل هذا التاريخ تقريباً (24 فبراير 2004) 6.3 على مقياس درجة ريشتر، وخلّف خسائر بشرية ومادية وعمرانية فادحة.
وبالعودة إلى الهزّات الارتدادية التي أعقبت زلزال تركيا الأول،
شهدت منطقة الدرويش وبعض المناطق الشّمالية للمغرب عموماً عدة هزّات أرضية،
إذ أعلن المعهد الوطني للجيوفيزياء يوم 12 فبراير الجاري تسجيل هزة أرضية بلغت قوتها 4.3 درجات على سلم ريشتر في إقليم الحسيمة.
وأصدر المعهد نشرة إنذارية وضّح فيها أن هذه الهزّة، التي حُدد مركزها في جماعة “النكور”، في المجال الترابي لإقليم الحسيمة،
وقعت السابعة و59 دقيقة و31 ثانية صباحا (توقيت غرينيتش+1).
وتابع المعهد أن الهزّة، التي سُجّلت على عمق 18 كيلومترا، وقعت عند التقاء خط العرض 35.023 درجة شمالا وخط الطول 3.864 درجة غرباً.
في السّياق ذاته، قال ناصر جبور، رئيس قسم المعهد الوطني للجيوفيزياء التابع للمركز الوطني للبحث العلمي والتقني،
إن الحسيمة لديها نشاط زلزاليّ دائم حتى قبل الزلزال الذي ضرب تركيا.
وأبرز جبور، في تصريحات على ضوء تساؤلات المغاربة بشأن الزلزال الأخير والهزّات الأرضية التي شهدها شمال المغرب،
أن المنطقة لم “تهدأ” منذ سنتين، كما تم تسجيل هزة أرضية بقوة 5,3 على سلم ريشتر.
وتابع رئيس قسم المعهد الوطني للجيوفيزياء أن هذه الزلازل العنيفة تتكرّر مرة كل شهر أو شهرين وأنّ غالبية هذه الزلازل تعدّ من الناحية العلمية ضعيفة.
ونفى جبّور وجود أية علاقة بما يقع حاليا من زلازل وهزّات ارتدادية في تركيا المشرق العربي وبين التي يشهدها شمال المغرب، وتحديداً الحسيمة.
وتابع المتحدّث ذاته أنه ليس هناك أيّ تأثير للزّلازل التي تحدث في منطقة شرق البحر الأبيض المتوسّط والمغرب،
بين الحسيمة وتركيا
مبرزا أن أزيد من 3 آلاف كيلومتر تفصل المنطقتين وأه لا توجد علاقة جغرافية بينها المنطقتين.
ووضّح جبور في هذا الإطار أن الحوض الشرقي للمتوسط يشتغل بطريقة مختلفة عن الحوض الغربي للمتوسط،
وأن الفوالق الأرضية مرتبطة ببعضها بعض في المنطقة الجغرافية للمشرق.
وبيّن المتحدّث ذاته أنه ليس هناك أيّ ترابط جغرافي بين منطقة البحر المتوسط الغربي والمنطقة الشرقية للمتوسّط،
إذ إنّ منطقة صقيلية (في الجنوب الإيطاليا) التي تشهد نشاطاً بركانياً تقوم بتفريق الحوض الشرقي للبحر الأبيض المتوسّط عن حوضه الغربي.
وتجدر الإشارة إلى أنّ زلزال الحسيمة في 2004 خلف خسائر بشرية وعمرانية جسيمة حتى في المناطق المجاورة للمدينة.
كما أودى الزّلزال بحياة ما يناهز 631 شخصا، ينتمي معظمهم إلى المناطق القروية المجاورة للحسيمة،
إضافة إلى إصابة 926 شخصاً وتشريد حوالي 15 ألف شخص.
كما خلّف زلزال الحسيمة خسائر في عدة مناطق وقرى، خصوصا في “آيت قمارة” (حوالي 7 آلاف نسمة)،
والتي بُنيت معظم مبانيها بالطوب والتي دُمّرت بالكامل.
ولحقت أضرار فادحة أيضا عدة مداشر وقرى محيطة بهذه البلدة (إمزورن والنكور والسنادة وبني عبد الله وأيت خرون وأيت هاشم وأيت مسعود) التي تضرّرت كلها بقوة.
كما شهدت منطقة الحسيمة عدة هزّات ارتدادية أودت بحياة في ثلاثة أشخاص على الأقلّ وتسبّبت في تدمير مبان بسبب ضعف بنيتها.