يبدو أنّ الرئيس الجزائري “تبّون” صار يتوهّم أنه يترأس فعلا “قوة ضاربة” حقيقية، فصار “يهذي” بكلام أكبر منه..
فقد خرج “الرئيس” الصّوري، الذي يضعه جنرالات النظام العسكري الجزائري في الواجهة فقط،
ليزعم، اليوم الجمعة، أنّ “الجزائر مُستعدّة لوضع حدّ لخطورة التوتر الذي أَصبح يطبع العلاقات الدولية وينذر بتداعيات مقلقة”.
وستفعل بلاد “القوة الضّاربة” هذا الذي عجزت عنه القِوى الدّولية الحقيقية حتى “تكون (أي الجزائر) في أفضل الـمواقع للدفاع عن مصالحها الإستراتيجية”.
و”زاد فيهْ” تبّون، في رسالة وجّهها بمناسبة الاحتفال بذكرى “اليوم الوطني للشهيد”،
وهو يزعُم أنّ بلاده “مدركة تمام الإدراك لدورها الـمحوري ولمكانتها في خريطة توازنات السّياق الإقليمي والدولي الراهن”.
و”زاد” أنّ ذلك سيتأتى لـ”القوة الضّاربة” التي ربّما نسي أنه يحكمها “الكابرانات”،
من حلال “العمل مع جميع شركائها (الجزائر) للمساهمة في استتباب الأمن والسّلم في المنطقة (المغاربية) وفي العالم”.
وتابع “تبّون” في الرسالة ذاتها أنّ ” هدف مسيرتنا التنموية التأثير في مواقف بلادنا،
وتفاعلها مع محيطها الإقليمي والدولي، وفق قاعدة التعاون على أساس تبادل الـمصالح، المقرون بالاحترام الكامل لمبدأ استقلال الدُّول ولمفهومِ الندية”.
وتابع أيضا أنّ “شعبنا يستمدّ من ارتباطنا الأبدي بالرّسالة النوفمبرية القدرةَ على كشف نوايا دوائر من ورثة العار الاستعماري، يسكنها عداؤها الدّائم”.
ويبدو أنّ هذا المخرّف نسي مَن يكون “ورثة العار الاستعماري” الحقيقيون وهو يلمّح -بْلا حشمة بْلا حْيا- للمغرب،
لذلك لا بأس في أن نذكّره بأنّ هؤلاء لن يكونوا سوى مَن يتشكّل “تاريخهم” كله من “مسلسل” من كلّ أنواع الاستعمار،
وآخرها الاستعمار الفرنسي الذي دام لبلاده عقوداً لا تحصى إلى درجة أنّ المستعمر الفرنسي،
صار يحسب بلاده “مقاطعة فرنسية” ولم يكن يفكّر يوماً في أنها قد تخرج من قبضته،
لولا ما قام به رجال المقاومة المغربية من أجل تخليص الجزائر (فرنسا الثانية) من ربقة الاستعمار..