لم تكد تمضي أيام قلائل على خروج إبراهيم “الرّخيص” ليتبجّح، على هامش ما سُمّي “مؤتمر البوليساريو” السادس عشر،
بأن تندوف تنعم بـ”الأمن” واعداً بتدعيمه، حتى كذّبته الوقائع على “أرض” المُخيّمات وفضحت حقيقة “الأمن” المزعوم.
فقد كذّبت صور نشرها “منتدى فورساتين” تفاصيل هجوم جماعيّ لأفراد عصابة من اللصوص على محل تجاري في “مخيم أوسرد” وتعريضه للسّرقة والنهب.
وتنتشر مثل هذه السّرقات، وفق “منتدى دعم مؤيدي الحكم الذاتي بمخيمات تندوف”،
بكثرة المخيمات، بل إنها في منحى تصاعدي مثير للقلق.
وتتمّ هذه السّرقات، بحسب المنتدى ذاته، من خلال سطو جماعيّ لعصابات خطِرة قد يصل عدد عناصرها أحياناً كثيرة ما بين 15 و20 فردا.
وتفضّل هذه العصابات التحرّك بأعداد كبيرة حتى تتمكّن من نهب أكبر كمّية ممكنةـ
من السّلع والممتلكات وحتى يستطيع أفرادها حماية بعضهم بعض ويتفادَوا الوقوع في قبضة سكان المُخيّمات.
ويبقى “الأمن” الذي زعم زعيم الانفصاليين استتبابه في المخيمات مجرّد ادّعاءات للتسويق ومهادنة الأهالي، إذ لا أثر لهذا “الأمن” ومنذ عهود.
وشدّد المنتدى على أن ما سمّاه “بلطجية النظام” من أسباب تفاقم الفوضى واستفحال وتزايد السّرقات.
ويتبع معظم هؤلاء “البلطجية” لـ”القيادة”، التي تستغلّهم في تنفيذ مهامها القذرة.
وتتمثّل هذه المهامّ، بحسب المصدر نفسه، في الضّرب والجرح واعتراض سبيل “الخصوم”.
كما يتمّ تجييش هذه العناصر في نقل الممنوعات وترويج الخمور وأقراص الهلوسة داخل المخيمات، مقابل ضمان عدم اعتقالهم أو محاسبتهم.
وأبرز “منتدى فورساتين” أن الاتفاق الضّمني بين “قيادة” المخيمات وعصابات اللصوص وجحافل المهربين على رأس مسبّبات الفوضى في المخيمات.
وقد أصبحت هذه الأخيرة، بحسب المنتدى دائما، “ساحة “حرب بين أفراد هذه الميليشيات والعصابات،
الذين يصل بهم الأمر في حالات كثيرة حدّ تبادل إطلاق الرّصاص الحيّ وسط الأهالي.
كما صار مداهمات أساطيل من والسّيارات رباعية الدفع، مرّات كثيرة، للخيام و”البراريك” مشهدا مألوفاً.
وتتمّ هذه المداهمات إمّا لمهاجمة عائلة أو اختطاف شخص متورّط مع هذه العصابات،
أو يتحدّاها وينافسها أو يرفض أن يدفع ديوناً عليه.
وختم المنتدى بالتشديد على أنّ كل هذه الخروقات والاعتداءات تتمّ بتزكية من قيادات الجبهة الانفصالية، وأولها إبراهيم “الرّخيص” نفسه، الذي زعم قبل أيام فقط أنّ المخيّمات “آمنة”.
ووضّح “فورستاين” أن “الأمن” الذي يتحدّث عنه زعيم الانفصاليين يقتصر عليه وعلى “عصابته” في الوقت الذي يرزح المحتجزن في رعب وهلع دائمين.
ولا يكاد الأهالي المغلوبون على أمرهم يقضون ليلة واحدة في المخيمات دون أن يكونوا،
عرضة لهجوم جماعيّ أو سطو أو سرقة أو اعتراضِ سبيل أو إحراق خيمة أو حتى لتبادل لإطلاق الرّصاص الحيّ.
فعن أيّ “أمن” يا ترى كان “الرّخيص” يتشدّق قبل أيام فقط؟…