تفاصيل محاولة من الجزائر ل”شيطنة الإسبان” على حساب المغرب في التفاصيل،
بالموازاة مع زيارة رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز التاريخية إلى المغرب،
يبذل النظام العسكري الجزائري قصارى جهده لشيطنة الإسبان وجعلهم يتبنّون سياسته العدائية ضدّ مصالح المغرب.
ولم يعد لنظام الكابرانات، بعد الصّفعة القوية، التي وجّهتها لهم إسبانيا،
وهي تعلن رسميا اصطفافها إلى جانب المغرب في قضاياه العادلة، إلا ورقة الغاز والواردات.
ويلوّح جنرالات قصر المرادية بهذه الورقة في محاولة مفضوحة لـ”ابتزاز” إسبانيا
ومحاولة الضّغط عليها بقوة عبر “شراء” لوبي سياسي داخلها بأموال المواطنين الجزائريين “المطحونين”.
وفي هذا السّياق، حلّت بمدريد طائرة جزائرية (من طراز “غولف ستريم”) الأربعاء الماضي،
في حدود الحادية عشر وعشر دقائق في مطار “بارخاس”.
وكان على متن الطائرة كل من شفيق مصباح، مستشار “الرئيس” الشّكلي عبد المجيد تبون للشّؤون الخاصة،
وعبد الحفيظ علاهم، مستشاره المكلف بالعلاقات الخارجية، وياسين ولد موسى،
مستشاره المكلف بالشؤون الاقتصادية، إضافة إلى عمّار بلاني، المبعوث الخاص المكلف بالصّحراء وبلدان المغرب العربي.
ووجد الأربعة بعد مغادرتهم المطار سيارة خاصة في انتظارهم، أوصلتهم مباشرة إلى فندق “أوطيل مايدريت أيروبورت”،
وجدوا في انتظارهم كلا من إيون بيلارا، الأمينة العامة لحزب “بوديموس”، وسانتياغو أباسكال،
قائد حزب “فوكس”، وألبيرتو نونيث فيخو، رئيس الحزب الشّعبي الإسباني.
وقال عبد الحفيظ علاهم بلغته الفرنسية المضحكة، “نبلغكم تحيات وتقديرات السيد الرئيس لمجهوداتكم الطيبة في الدفاع عن حقوق الشّعوب المنهوبة، وعلى رأسها الشعب الصحراوي، الذي ما زال يعاني من الاستعمار المغربي”.
وتابع، محاولا استمالة الإسبان، أن “الجزائر ليس لها أي خلاف مع إسبانيا وشعبها، بل خلافها راجع إلى المواقف السّياسية لكل من رئيس الوزراء بيدرو سانشيز ووزير الخارجية خوسي مانويل،
وبالتالي فالعلاقات مع مختلف المُؤسسات الدستورية الإسبانية عادية،
خصوصا مع البرلمان الإسباني، الذي تتماشى مواقفه مع الجزائر”.
الجزئر تحاول شيطنة إسبانيا
ولم يفوت علاهم الفرصة لتوجيه “رسائل” واضحة إلى إسبانيا، وهو يؤكد أن بلاده “مُستعدّة لفتح صفحة جديدة مع الحكومة الإسبانية إذا تراجعت عن مواقفها العدائية ضدّ الجزائر”.
وفي محاولة لـ”إغراء” الإسبان ودفعهم نحو الضّغط على حكومتهم لتغيير مواقفها الأخيرة من القضايا المغربية، و
عد مستشار عبد المجيد تبون بزيادة حجم إمدادات الغاز الجزائري، “لتعيدها إلى مكانتها الطبيعية كقطب رئيسي لأوروبا في مجال الغاز”.
وستشرع الجزائر مجددا في استيراد منتجاتها من إسبانيا، مع زيادة حجمها، لا سيما الحديد والصّلب والآلات والمنتجات الورقية والوقود والبلاستيك.
وقال مستشار تبون في هذا السياق، باسم رئيسه الصّوري “لهذا فإننا كرئيس للجزائر نعتمد عليكم لإرجاع العلاقات الجزائرية -الإسبانية إلى سكة الصواب… فأنتم بالنسبة إلى الجزائر -حكومة وشعباً- الأصدقاء المخلصون والدائمون”.
وما إن أنهى “المستشار” المكلف بالعلاقات الخارجية كلامه حتى وزّع شفيق مصباح، مستشار “تبون” للشؤون الخاصة، شيكات بمبالغ كبيرة على زعماء الأحزاب الإسبانية الثلاثة بداعي “دعم الجزائر لمجهوداتهم في نشر السّلم والأمان في منطقة شمال إفريقيا وكذلك لدعم برامجهم في توعية العالم بملفّ الاستعمار في الصّحراء”، بزعمه.
وقد عاد الوفد الجزائري إلى المطار مباشرة بعد نهاية الاجتماع، إذ غادرت الطائرة الأراضي الإسبانية في اتجاه مطار “هواري بومدين”، في حدود السّاعة الواحدة.