أماط القرار الأخير المناوئ للمغرب الذي اتخذه البرلمان الأوروبي القناع عن بشاعة “وجوه” بعض بلدان أوروبا، وعلى رأسها فرنسا.
واتّضح أنّ قرار برلمان الاتحاد الأوروبي المفضوح لم تُمله الظرفية الآنية ولا كان ردّة فعل غير مدروسة أو متسرّعة، بل “طبخته” فرنسا ماكرون لغرض في نفسها.
وجاء القرار الجائر ضد المغرب بعدما تأكدت فرنسا من أنه سائر في خطواته للتخلّص عملياً من هيمنة فرنسا،
لإصرارها على عدم إعلان موقف صريح من قضية وحدة المملكة الترابية.
وفي تفاصيل “المؤامرة” التي تزعّمتها فرنسا -ماكرون ضد المغرب، نظم مساء 14 يناير الجاري (في التاسعة ليلا بالتحديد)
وتحت حراسة مُشدّدة من قوات الأمن الفرنسي، حفل عشاء فاخر في فندق “ريجون كونتادس” الفخم في مدينة ستراسبورغ الفرنسية.
وقد تَبيّن أن النائب الفرنسي في البرلمان الأوروبي جوردان بارديلا وزميلته في نفس البرلمان الفرنسية نادين مورانو هما من أشرفا شخصيا على هذا “الحفل” المُسَيّس.
واتّضح تورّط الحكومة الفرنسية في “طبخ” شيء ضدّ المغرب خلال هذا “الحفل”،
بعدما تَبيّنت نوعية الحاضرين ومواقفهم العدائية تجاه المملكة لرفضها السّكوت عن “الحياد” الفرنسي إزاء ملفّ الصّحراء المغربية.
ويزول استغراب اتخاذ قرار الاتحاد الأوروبي حين نطّلع على لائحة أسماء من حضروا حفل ستراسبورغ،
وأولهم أوثمار كاراس، نائب الرّئيس الأول في برلمان الاتحاد الأوروبي، وإيراتكس غارسيا، قائد كتلة “الاشتراكيون الديمقراطيون”.
كما حضر هذه “الاجتماع” مانفريد ويبر، قائد “كتلة الشعب الأوروبي”، وفيليب لامبرتس، قائد كتلة الخضر، وستيفان سيجورني، قائد كتلة تحديد أوروبا.
وإضافة إلى هؤلاء، حضر المُسمّى المدعو بيير هاسكي، رئيس منظمة “مراسلون بلا حدود”،
الذي حرصت نادين مورانو، النائبة الفرنسية في برلمان الاتحاد الأوروبي على دعوة الجميع إلى الاستماع إلى كلمته…
وقدّمت مورانو “مدخلا” لكلمة هاسكي هذا، مؤكدة أنها “ستكون مفيدة للجميع” وهم يتخذون قراراتهم مستقبلا حول مسألة حرّية الصحافة في العالم.
وطبعاً، وكما “طبخت” ذلك فرنسا مسبقاً، لم تخرج “رئيس” “مراسلون بلا حدود” عن “مهاجمة” المغرب،
مؤكّداً بذلك النّية المُبيَّتة للفرنسيين للإساءة إلى المغرب من خلال وضعية حرّية الصّحافة.
وكان ممّا قال هذا الشّخص أن “مسألة حرّية التعبير في منطقة شمال إفريقيا مقلقة،
لكنها تجاوزت الخطوط الحمراء في دول، كالمغرب، حيث يتمّ سجن الصّحافيين ظلماً بتلفيق اتهامات كاذبة”.
وتابع المدعو هاسكي أنّ “من بين مظاهر هذا الظلم الحُكم على الصّحافي عمر الراضي، الحاصل على جائزة الحرّية من قبل “مراسلون بلا حدود”،
وأيضا الصّحافي سليمان الرّيسوني، الذي حكم عليه بالسجن ستّ سنوات”.
وتابع هاسكس تحامله المفضوح على المملكة قائلا إنه “تمّ إعدام الصّحافة الحرّة في المغرب،
حيث صارت كلّ الصّحف ووسائل الإعلام الآن تحت سيطرة السلطات”…
هكذا إذن يسقط القناع عن الوجه “البشع” والحقيقي لفرنسا، التي يمكن القول إنها تكن يوماً في مستوى الوفاء لصداقة المغرب،
وإن سياستاها الخارجية باتت كلها تصبّ في اتجاه “سياسة” نظام “الكراغلة” في الجزائري، التي لا تحيد عن أمر واحد: العداوة التاريخية والغبيّة لـ”المْرّوك”.
على أنّ الأمر المؤكد الذي تعرفه فرنسا وأذنابها جيداً أن أجهزة الأمن والاستخبارات المغربية من الأقوى عالميا،
وتبعاً لذلك فليس من مصلحتها أن “تلعب” مع المغرب خلف الكواليس.
فهذا “اللعب” المكشوف سيلحق أضرارا وخيمة بمصالح فرنسا إن كان في المغرب أو على الصعيد القارّي،
إذ سيدفع ذلك المغرب إلى توسيع تعاونه مع بلدان “منافِسة” بقوة لمصالحها (فرنسا) الإستراتيجية في كامل التراب الإفريقي.
يشار إلى أن برلمان الاتحاد الأوروبي صوّت، في 19 يناير الجاري، لصالح تمرير توصية “استهدفت” المسّ بالمغرب تحت يافطة حرّية الرأي والصّحافة.