أربع دول تتحرك عسكريا على الحدود المغربية في التفاصيل،
تحرّكات عسكرية مكثفة من كلّ الجهات تشهدها حدود المغرب، برّاً (من جهتي موريتانيا والجزائر) وجوا (من إسبانيا وفرنسا)
اللتين عقدتا لقاءات مع قياديين في جيش كلّ من الجزائر وموريتانيا.
في هذا السّياق، تزور بعثة من قادة جيش “الكابرانات” الجزائري، جارة المغرب الجنوبية، موريتانيا، في زيارة تدوم 5 أيام لعقد لقاءات مع مسؤولي الجيش الموريتاني.
وتندرج زيارة الوفد الجزائري، التي جاءت ضمن هذه التحرّكات المكثفة والمتزامنة، في إطار الاجتماع الرّابع عشر للجنة المشتركة الجزائرية الموريتانية للتعاون.
وتأتي لقاءات الطرفين في ظلّ ما تشهده حدود هذه البلدان المغاربية من تشنّجات وتوترات،
كما تأتي متزامنة مع زيارة “كبير الكابرانات”، سعيد شنقريحة، منذ أربعة أيام، لفرنسا.
ويزور شنقريحة باريس بعد دعوة من نظيره الفرنسي تيري بورخارد، رئيس أركان الجيوش الفرنسية.
في غضون ذلك، يوجد مختار بله شعبان، قائد أركان الجيش الموريتاني، منذ أربعة أيام أيضا، لكنْ في إسبانيا، تجاوباً مع دعوة نظيره الإسباني ثيودورو لوبيز كالديرون (أميرال).
وقد عقد الطرفان جلسة عمل مغلقة بمقرّ قيادة الجيش الإسباني،
ما يضفي على هذه التحرّكات المتزامنة للقادة العسكريين في الجارتين الشرقية والجنوبية للمغرب ذات أبعاد وخلفيات مُتعدّدة.
ما أسباب التحرك الحدود المغربية
وقال صبري عبد النبي، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة محمد الخامس الرباط،
تعليقا على ذلك إن “هذه التحرّكات العسكرية وراءها فرنسا، فهي تأتي بعد المناورات السّياسية لستراسبورغ”.
وتابع صبري أن فرنسا تريد أن “تُجْهز” من خلال هذه التحرّكات العسكرية في تخوم حدود المغرب مع الجزائر، على المغرب،
واضعة في الاعتبار حساسية المرحلة ودقتها بالنسبة إليها (فرنسا) في الشّمال الإفريقي”.
وأبرز المتحدث ذاته أنه “يستحسن أن نقول إن ساعة الحقيقة قد وصلت، بالنظر إلى دقة المرحلة وحساسيتها لفرنسا في منطقة المغرب الكبير،
التي ظلت أنظمتها تعول على أن تكون هذه الحدود “حواجز” وليست جسورا،
إذ أن فرنسا زرعت في أنظمة المنطقة “تنتعش” بفعل مشاكلها وفتنها وأيضا من مواردها وموارد بلدان إفريقية أخرى.
وسجّل أستاذ العلاقات الدولية أن “هناك عبارة كانت تلخّصها الخارجية الفرنسية منذ مدة طويلة، بأن الرّئيس الفرنسي يبدأ من الجزائر وينتهي بالمغرب.
والآن يبدو لفرنسا أن نهايتها في شمال إفريقيا باتت وشيكة، فهي بالتالي تجرب كل شيء، بسبب الغاز الروسي،
والحرب الروسية الأوكرانية والمشاكل التي تعانيها داخل الاتحاد الأوربي وبسبب تدهور وضعها الاقتصادي وبهدلتها الجيواستراتيجية”.
ووضّح أن فرنسا تريد أن تجرّب أي شيء في هذا المستوى وأن تعطي لنفسها الحق في المحافظة على التوازن كما كانت تفعل من قبل،
لكنْ لا يمكن أن يكون هناك توازن بين دولة مستقرّة في محيط مضطرب،
وبين دولة لا تعرف الاستقرار وهي تعيش الاضطراب، الذي فاقمته تحرّكات من هذا القبيل من حين إلى آخر.
واستنتج المتحدّث ذاته أن الرّسالة واضحة: يجب على المملكة المغربية أن تحصّن مجالها الديمقراطي وتقوّيَ جبهتها الداخلية.
وشدّد على أنّ هذا سيكون الرّد المثاليَ من المغرب على هذه التحرّكات والقرارات المثيرة للشّفقة،
التي تتّخذ في “كواليس” الخارجية الفرنسية ومخابراتها والتي لا يستطيع “الجيران” مع الأسف غير ترديد: “السّمع والطاعة”.