بدا الرّئيس الفرنسي كأنه “يستخفّ” بسعيد شنقريحة وهو يمنع الصّحافيين والمصورين من ولوج القصر الرّئاسي لتوثيق اللقاء الذي جمعهما.
والحقيقة أن ماكرون بهذه التصرّف لم يترك فرصة لكبير “كابرانات” النظام الجزائري لكي يتبجّح بلقائه بالرّئيس الفرنسي في قصر “الإليزي”.
ولا شكّ في أن هذا التصرّف أوقع شنقريحة في موقف لا يُحسَد عليه، خصوصاً بعدما تمّ الترويج لهذه “القمّة” بينهما، الاثنين الماضي،
ليمرّ اللقاء “عادياً”، بل وكأنه لم يتمّ في الأصل، إذ لم تظهر ولو صورة وحيدة تثبت ذلك.
ورغم أنّ شريطاً كاملا من الصّور وثّق زيارة ماكرون الجزائر في غشت من السنة المنصرمة، فقد “منع” أي مصور من تصويره وهو يستقبل شّانقريحة “المسكين”.
وقال متتبّعون إن هذه “اللقطة” من ماكرون حرمت ضيفه “البائس” من أن يتفاخر بأن يصير القائد الأول للجيش،
ينال “شرف” اللقاء برئيس للجمهورية الفرنسية منذ حصول الجزائر على استقلالها.
وأرجع المتتبّعون “تنصّل” ماكرون من الظهور جنباً إلى جنب مع مع شنقريحة، إلى خوفه من أن يُنعَت بأنه “طبّع” مع عسكريّ بماض دمويّ مُشين.
سعيد شنقريحة.. ماض دموي
ومعروف أنّ لشنقريحة ماضياً دموياً راكمه عبر العديد من المحطات، لعلّ أبرزها “العُشرية السّوداء” التي فتك خلالها جيش شنقريحة وغيره من “الكابرانات” بآلاف الجزائريين.
كما تلاحق شنقريحة تهمة “إعدام” مدنيّ أعزل بإطلاق النار عليه، وفق شهادة ضابط كان تحت إمرته وشاهد الجريمة بأمّ عينيه.
ورغم أنّه وقع عقوداً مهمّة للتسليح مع النظام الجزائري ستذرّ الملايير في خزينة بلاده،
فقد حرص ماكرون على صون سمعته وصورته من أن “تلطّخهما” صورة من لقائه بشخص “دمويّ” مثل شنقريحة.
ورغم أنه “أغواه” بدعوته إلى القصر الرّئاسي الفرنسي، فقد تجنّب ماكرون “الظهور” إلى جانب قائد الجيش الجزائري ذي الماضي غير المُشرّف.
وتتزامن “هرولة” شنقريحة، ومن خلفه النظام الجزائريّ المفلس،
إلى “ماماهْ” فرنسا مع تزايُد درجة نبذ نظام الكابرانات في إفريقيا وعزله من قبَل بلدان القارّة.
فبعدما قطعت مالي وبوركينا فاسو وغيرهما من الدول دابر علاقاتها مع النظام العسكري الجزائريـ
لم يجد جنرالاته سوى “أمّهم” فرنسا لمحاولة طمس ماضيه في “تقتيل” شعبه.
لكنّ تصرّف إيمانويل ماكرون، بمنع تعميم ولو صورة واحدة له وهو يستقبل شنقريحة، “أذلّ” هذا الأخير، ومِن خلفه نظامه المُترهّل،
ومرّغ وجه كبير “الكابرانات” في الوحل، بعدما كان يخطّط لأن يستغلّ هذا “الظهور”،
بجانب الرّئيس الفرنسي في تلميع وجهه بالتبجّح بصور اللقاء، التي “أحرقها” ماكرون في المهد.