تأكّد، وفق المعطيات المتوفّرة، أن هناك تنسيقاً أوروبياً من أجل التقدّم بملفّ مشترك بين بلدانها لتنظيم مونديال 2030،
لجعل المغرب خارج المنافسة على احتضان هذا العرس الكروي العالمي.
وترى هذه البلدان الأوروبية أنّ ملفها المُشترَك كفيل بالحسم في تنظيمها لهذه التظاهرة الدولية،
دون إشراك بلد آخر من خارج القارّة العجوز، مع إعطاء الأولوية لأوكرانيا في أيّ ملف أوروبي بهذا الشّأن، نظراً إلى ظروفها جرّاء الحرب الرّوسية عليها.
وبهذا الملفّ المشترك ستقضي أوروبا أيضا على آمال كلّ من السعودية مصر واليونان (الأوروبية) التي كانت قد عبّرت رغبتها في تقديم ملف مشترك لتنظيم مونديال 2030.
ويعدّ المغرب أول مّن اقترح التقدّم بملف مشترك لتنظيم دورة 2030 من المونديال إلى جانب كلّ من إسبانيا والبرتغال.
وقد حظي هذا المقترح بمناقشات على أعلى المستويات بين قادة الدول الثلاث، غير أنّ المباحثات “تعثرت” لاحقاً، ولم تعد بالتوهّج والحماس اللذين انطلقت بهما.
ويبذل المغرب جهوده للاستفادة من مبدأ “التناوب” بين القارّات في استضافة هذا الموعد الكرويّ كي يعزّز فرصه،
ولو تطلّب الأمر تقديم ملفّ مشترك، غير أن تكتّل البلدان الأوروبية والهشاشة التي تطبع معظم بلدان إفريقيا يعقّدان عليه الأمر.
هذا مع الأخذ بعين الاعتبار أن احتضان دولة واحدة لهذا الحدث الرّياضي المهمّ سيصبح متجاوزاً ومتعذّرا مستقبلا،
بعدما صار عدد المنتخبات المشاركة 48 منتخبا، بدءا من مونديال 2026، الذي ستنظمه كلّ من الولايات المتحدة الأمريكية والمكسيك وكندا.
وتعرف أوروبا أن مَهمّتها صعبة، وتبعاً لذلك فإنها مطالبة بأن تُعدّ ملفا قويا قادرا على أن ينافس الملفّ المشترك،
بين كلّ من أورغواي والأرجنتين وباراغواي التي تنوي تقديم ملفها المشترك.
وتحاول هذه البلدان الأمريكية الجنوية أن تستغلّ مسألة الاحتفال بمرور 100 سنة على انطلاق أول نسخة لتحظى بتنظيم الدّورة المتنافس شأنها (2030).
ويحوز ملفّ بلدان أمريكا الجنوبية تعاطف أطراف في الاتحاد الدولي للّعبة “فيفا”،
غير أن تزايد النفوذ الأوروبي بعد تولّي جياني إنفاننتينو رئاسة الاتحاد الدولي والتأثير الذي يفرضه المحتضنون الكبار سيكونان حاسمَين.
وكان إينفانتنو قد أجاب عن إمكانية استضافة كل من اليونان والسّعودية ومصر لدورة 2030 بقوله: ” لقد زرت هذه البلدان.. إنها رائعة، لكنّ القرار بخصوص كأس العالم 2030 سيتّخذه مجلس الاتحاد الدولي في 2024″.