يبدو أن العلاقات الجزائرية الفرنسية تتجه نحو توتر جديد، بسبب تصريح السفير الفرنسي السابق غزافييه دريانكور تحدث خلاله عن قرب “انهيار” النظام الجزائري.
دريانكور، الذي عايش فترة الحراك الشعبي الذي أسقط الرئيس السابق بوتفليقة، أشعل تصريحه صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية سعار النظام الجزائري.
وفي هذا الصدد، خرج رئيس مجلس الأمة الجزائري، صالح قوجيل، عن صمته ليرد على تصريحات السفير الفرنسي السابق،
معتبرا إياها جزء من مناورات من خلال شخصيات فرنسية سبق لها أن مارست مسؤوليات تخص بلادها في الجزائر.
ويرى قوجيل أن تصريحات السفير الفرنسي مجانبة للصواب، معتبرا أن وجزائر اليوم ليست جزائر الأمس،
والجزائر الجديدة حافظت على استقلال القرار السياسي واستعادت مكانتها في المحافل الدولية،
مرجعا أسباب التصريحات لقلق واضح لما أسماهم أعداء الجزائر.
كما اعتبر المسؤول الجزائري التصريحات مجرد تحامل واضح على الجزائر، يحاول من خلالها دريانكور الذي وصفه ببوق يتحدث من فرنسا، إعطاء الدروس لبلاده كنوع من الاستعمار الجديد.
وقال رئيس مجلس الأمة الجزائري أن دريانكور من الفرنسيين الذين يحملون حقدا دائما على الجزائر
التي حررت نفسها بنفسها وساهمت في تحرير وإسناد قضايا تحررية أخرى، على حد قوله.
والواضح أن العلاقات الجزائرية الفرنسية قد دخلت مرحلة جديدة من التوتر بخروج قوجيل، الذي يعتبر الرجل الثالث على هرم السلطة بالجزائر،
للرد على تصريحات السفير الفرنسي السابق، وذلك بعدما عمل البلدان على تجاوز الأزمة الأخيرة من خلال الزيارة الأخير
للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والتي شهدت توقيع اتفاقيات عديدة.
هذا، وكان السفير الفرنسي السابق، غزافييه دريانكور، وجه مدفعيته الثقيلة نحو النظام الجزائري،
حيث وصفه بالنظام العسكري المدرب على أساليب الاتحاد السوفييتي السابق، نظام “وحش.ي”، بواجهة مدنية فاسدة مثل سابقتها التي أسقطها الحراك،
مهووسة بالحفاظ على امتيازاتها وريعها، وغير مبالية بمحنة الشعب الجزائري.