فيما لاذت الجزائر بالصمت المطبق والمريب، أعلنت طهران أن وزير خارجيتها حسين أمير عبد اللهيان،
قد أجرى السبت الماضي اتصالا هاتفيا مع نظيره الجزائري رمطان العمامرة تناول أهم القضايا التي تهم البلدين ومنها القضايا الثنائية فضلا عن التطورات الإقليمية.
المشاورات الإيرانية الجزائرية التي تجرى يوما واحدا بعد تسليم مبعوث خاص للرئيس الإيراني رسالة خاصة لنظيره الموريتاني ولد الشيخ الغزواني،
تثير عددا من الاستفسارات حول مراميها ومقاصدها الحقيقية وموقع المغرب من أجندات تحضرها طهران للمنطقة بتنسيق مع الجزائر وتشكل موريتانيا حلقتها الأضعف.
القاسم المشترك للتحرك الإيراني بالجوار الشرقي والجنوبي للمملكة المغربية تحت شعار تطوير العلاقات الثنائية مع الجزائر ونواكشط
وتسريع آجال انعقاد اللجنة الاقتصادية المشتركة بين البلدين في القريب العاجل مع توجيه توجيه دعوة رسمية لقائدي البلدين لزيارة الجمهورية الإسلامية،
كلها مؤشرات وقرائن تتقاطع عند بؤرة تقاطع مصالح مشتركة لحلف طهران / قصر المرادية لمحاصرة المغرب ومحاولة كبح إشعاعه الذي يضايق أجندات المحور الشيعي الجزائري بالعمق الإفريقي.
رمطان العمامرة الذي دعا نظيره إلى زيارة الجزائر لإجراء مشاورات سياسة بين البلدين في المستقبل القريب
كان قد استعجل وزير التجهيز الموريتاني لتنفيذ مشروع الطريق الرابط بين مدينتي تندوف الجزائري من خلال إلى التشويش
على التألق الإقتصادي والجيواستراتيجي الذي يراكمه معبر الكركرات المغربي جنوب المملكة.
الجزائر.. خطة خبثة
وكان موقع “مغرب انجلنس” الفرنسي قد كشف الخميس الماضي نقلا عن مصادر وصفها بالمطلعة أن النظام الجزائري
قد وضع خطة مفصلة ومركزة تنفذ بحر السنة الجارية لممارسة ضغط قوي للغاية على موريتانيا بهدف تحقيق نفوذ واختراق قويين
وإحكام القبضة على الجارة الجنوبية للمغرب ضمن استراتيجية تهدف إلى عزل الربط في المنطقة المغاربية
من خلال تحقيق “تبعية” موريتانيا تستنسخ نفس التجربة ” الناجحة” للنظام الجزائري مع تونس.
نفس الاستنتاج سبق لزعيم حزبي موريتاني أن نقله الرئيس الموريتاني محمد ولد الغزواني،
حيث عبر قبل سنة رئيس حزب التحالف الشعبي التقدمي الموريتاني المعارض مسعود ولد بلخير للرئيس الموريتاني
عن مخاوفه من أن الجزائر وصنيعتها “البوليساريو” تعملان على تغذية النعرات القبلية في بلاده، وتناوران من أجل دفع سكان الشمال الموريتاني إلى الانفصال.
وحرص حلف تبون / طهران على تصريف أجندات وخطط عدائية تستهدف استقرار المملكة ووحدتها الترابية انطلاقا،
من مخيمات تندوف التي تنشط فيها عناصر حزب الله الإيرانية برضا الجزائر، ومن موريتانيا التي تصر الجزائر وتسعى جاهدة لتحويلها
إلى حديقة خلفية لخططها وأجنداتها، يتزامن مع تقاطع جهود ومناورات نفس الحلف الساعية إلى التشكيك في الالتزام المغربي الرسمي والشعبي
بدعم نضالات الشعب الفلسطيني بعيدا عن سياسة الشعارات الجوفاء والفارغة التي يخصصها نظام الجنرالات للقضية الفلسطينية….