المهرجان الوطني للمسرح 22 العاشرة صباحا، بالقاعة الصغرى لقاعة دار الثقافة سابقا المركز الثقافي حاليا الواقعة في الحي المدرسي بتطوان، يفتتح مسير اللقاء ندوة ” فكرية” موضوعها “البيئة الثقافية والفنية لما بعد الجائحة / بنيات جديدة للإبداع”.
شارك فيها الأساتذة سعيد ابرنوص، عز الدين بونيت و محمد أمين بنيوب، تم ادارتها من طرف مدير الفنون السابق، مترجم كلمات اليوم العالمي للمسرح الى العربية المغربية السيد عبد الحق افندي.
حيث ركزت أرضية الندوة المضمنة بكاتالوغ المهرجان، على السعي الى تناول وضعية المسرح بعد خروج العالم من نير وطأة الجائحة، بحث “عانى كل الفاعلين… وحتمت انقطاعا مميتا في الاتصال والتواصل بين الناس”.
ولقد أرخت الوضعية على القطاعات الفنية ظلالها حيث تعذر “بشكل كلي احتباس وركود العروض الفنية الحية، كما أغلقت كل قاعات العروض أبوابها”.
وتؤكد ورقة مديرية الفنون انه إزاء هذه الوضعية انقسم المبدعون الى صنفين رئيسين:
أولا ” صنف ركن التوقف والانتظار راجيا انفراج الغمة وعودة المياه الى مجاريها ، او عمد الى استجداء الدعم والاستياء من غياب او نقص الدعم المأمول “.
ثانيا ” صنف اجتهد وتدبر وسائل وأدوات تواصلية غير تقليدية، وتأقلم مع الوسائط الرقمية وقنوات التواصل الاجتماعي من اجل تصريف منتوجه الثقافي او إبداعه الفني والذي، هو نفسه، وقع تكييفه مع خصوصيات الحوامل التواصلية ومع الطبيعة الجديدة للمتلقي (الجمهور) وأيضا مع الشروط الاجتماعية والمادية المستجدة ..
وهكذا أصبح المسرحي- حسب الرأي الرسمي لواضعي السياسة العمومية في المجال المسرحي – مطالب بالقيام بثلاث مهام جديدة:
أولا: عليه تكييف مهمته الإبداعية مع الشروط الاجتماعية والتقنية والتنظيمية القانونية الغير مألوفة.
ثانيا: عليه ترويج إبداعه وفق صيغة جديدة وعبر قنوات غير تقليدية تتطلب مهارات وأدوات ولوازم و معدات اخذ ة في التطور.
ثالثا: وهي مهمة جديدة تتطلب صناعة الجمهور المكون من مستعملي الشاشة الرقمية سواء أكانت هاتفا او حاسوبا لتجاوز التواصل التقليدي عبر قاعات المسرح .
وبالتالي فمقياس نجاح عمل و جودته حسب نفس الورقة يقاس بعدد المشاهدات وعدد الإعجاب، عدد المشاركات و التبليغات..
وهذه المهام حسب أرضية الندوة ستدفع الفنانين الى الخروج أما صدفة او اضطرارا “الى إنتاج وترويج تعابير محتويات مختلفة ، “حتى يستطيعون ” كسب مداخيل جراء هذه الممارسة، مما يحذو بهم الى الاستمرار” .
وبالتالي فالبنيات الجديدة شهدت تحولات على مستويات مختلفة:
شكل وبنية العرض الفني
نسيج المبدعين وعارضي الفرجة
قنوت وحوامل الترويج
بنية الجمهور
وان الأمر يتطلب استحضارها من طرف كل متدخل او معني بصياغة السياسة الثقافية او مقاربة الصناعات الإبداعية.
وهكذا تم تنشيط الندوة ، التي جاءت لتكشف جفاف الثقافي بواسطة الرقمي، وطالبوا برفع تنظيم مناظرة وطنية حول إشكالية التوثيق ، التي أشار مسير الندوة الى وجود مؤسسة وطنية لتوثيق الذاكرة تنتظر فقط قرار وجودها القانوني بسبب تعاقب الوزراء و تبدل استراتجياتهم السياسية، الآمر الذي استعجل محمد آمين بنيوب الى محاكمة السياسات العمومية لوزراء الثقافة بمجالس الحكومة، مؤكدا أن آمر النهوض المسرحي يتطلب إقرار سياسة عامة في مجلس الوزراء، حتى يحقق المغرب تألقا مسرحيا كما شهده الأمر في مجال كرة القدم، متناسيا تألق مبدعين مغاربة بمهرجان القاهرة للمسرح التجريبي، وتألقهم أيضا بمهرجان بتونس ، رغم وجود العرضين الفائزين بالمهرجان الوطني للمسرح، ونفس الانسياب سيدفع بالأديب المتسلجج، اي انه يصرح باستعمال المنهج السوسيولوجي، الى دعوة المسرحيين تمثل قيم النموذج التنموي الجديد الذي طبقه مدرب الفريق الوطني عبر نظرية” سير، ودير النية و ستتألق بفضل رضاة الوالدين”، متناسيا في معرض تحليله ان لاعبو كرة القدم ينالون أجورا خيالية ربما هي في حالة فنانينا المغاربة أرقام متحققة في حالة الحلم فقط .
وعلى نفس المنوال ستجري مداخلة ” سعيد ابرنوص” الذي عرض الى كونه أصبح كائنا رقميا من خلال اليوتوب، كنموذج لولوج الوسائط الجديدة، معتقدا من خلال لايكات بعض مشاهديه نجاحه كأفق في العرض ..
وهكذا فاللقاء الذي انطلق من العاشرة لكي يمر صبيحة الجمعة رفقة برنامج آخر استعجله مسير الجلسة، لكون الفقرة الثقافية تتعلق بلقاء توقيع كتب، بعد فقرة كأس شاي وحلوى لتشجيع المهرجانيين على حضور الندوة.
وعلى ضوء ذلك فقد غابت عن الندوة فرصة التفكير حول البيئة الثقافية والفنية أيتعلق الأمر بسؤال المسرحيين أم بسؤال الإداريين أم سؤال مقاولي المهن المسرحية ؟
أ الثقافة حق كسياسة عمومية “ام هي سياسة تخدم مجموعات تتحلق شخص وزير الثقافة ام سياسة تخدم فنانين يحاولون دائما اقتناص فرص التمويل والتموين التي يستفيد منها رؤساء النقابات الفنية والمحسوبين عليها ؟
اهي سياسة تضمن حق الفنانين في الإبداع ام سياسة تخدم تعليمات الوزراء ؟ ام سياسة لكل المغاربة تحضن مختلف التعابير الفنية ؟
وهي أسئلة مغيبة عن ندوة الهدف منها هو حدوثها وتحديد أفق اللوبيات التي أمامها تبسط أمور الإنتاج المسرحي، ندوة تؤكد ان مبرمجي الدورة قد حققوا أهدافهم في حين بقيت أهداف المسرح المغربي معلقة ومغيبة الى مساهمة الفنانين الذين نشكر لهم تألقهم في التظاهرات الدولية المختلفة حتى لا يبق الأمر مجرد تمجيد ودفاع عن القائم وإنتاج حديث صالونات ومقاهي حول وضع المسرح..
كتب / محمد ربيعة