في الوقت الذي حرص فيه المنتخب المغربي على أن يصدر للعالم كله معالم الهوية المغربية، ونشر قيم المجتمع المغربي المتمثلة في الاعتزاز بالإسلام والسجود وبر الوالدين والأخلاق العالية،
أبى القائمون على الشأن الرياضي بالمغرب إلا أن يسيروا عكس التيار خلال حفل الاستقبال،
المزمع تنظيميه رسميا وشعبيا على شرف أعضاء المنتخب الوطني وأطره الإدارية والطبية والتدريبية.
ولم يجد القائمون على الشأن الرياضي ولا عبارة تشجيعية واحدة باللغة العربية
ليدونوها على ديزان الحافلة المكشوفة التي ينتظر أن تجوب بالفريق الوطني شوارع الرباط على متنها،
مفضلين عليها عبارة باللغة الإنجليزية “morocco”، وعبارة “Dima Maghrib” بالدارجة بالأحرف الفرنسية، في تغييب تام للغة المغرب العربية الرسمية واستفزاز هوياتي غير مبرر.
ونشرت العديد من وسائل التواصل الاجتماعي في الساعات الأخيرة الماضية صورة للحافلة المكشوفة،
حيث قرر المسؤولون أن يصدموا المنتخب المغربي عند الاستقبال بلغة المستعمر والدارجة المكتوبة بحروفه.
ويأتي هذا في وقت يعيش فيه المغاربة على وقع افتخار وانتشاء تمكن أول بلد عربي وأفريقي من البلوغ للمربع الذهبي لكأس العالم،
وهو شعور من المفترض أن يعزز الافتخار بالهوية المغربية ولغتيها الرسميتين
نجده يتعرض لنكسة من قبل القائمين على الشأن الرياضي بالمغرب.
ويبدو أن المسؤولين يلعبون لصالح الدول الغربية وهوياتها ولغاتها من أرض المغرب وبلا أدنى مقابل مع كثير من الأسف،
غير مدركين أن كثيرا من اللاعبين الذين يقيمون في دول أجنبية
قد تعرضوا لضغوط كبيرة ليلعبوا مع منتخباتها الوطنية فرفضوا واختاروا المغرب رغم تباين الإغراءات المادية.
إن استقبال المنتخب الوطني المغربي بغير لغته العربية الرسمية في وقت لم تندمل فيه جراح الهزيمة أمام المنتخب الفرنسي،
برسم نصف نهاية كأس العالم، وبخاصة مع ما تعرض له المغرب
من ظلم تحكيمي متحيز لدولة فرنسا وبحضور رئيسها إيمانويل ماكرون،
ليعد استفزازا غير مقبول للمغاربة أجمع.