انقطع المطر منذ أشهر، وأصبح طقس المغرب يعرف درجات حرارة مرتفعة، بالاضافة إلى ارتفاع الرطولة بشكل كبير في عدد من المدن خاصة منها الساحلية.
لاحظ عدد من المغاربة تغييرات مناحية واضحة، أثرت على الفرشة المائية وحقينة السدود التي تراجعت وما زالت في انتظار عودة الأمطار.
فما الذي يحدث بالضبط في طقس المغرب ؟
هناك دورات مناخ تتكرر بسبب تغير درجة حرارة المحيطات و ربما نحن نعيش في آخر دورة مناخية جافة،
و ينتظر بداية دورة أخرى رطبة في غضون السنوات القادمة و معدل هذه الدورات تستمر بين 20 و 30 سنة،
بداية هذه الدورة المناخية التي تتسم بزيادة حرارة شمال الاطلسي كانت منذ سنة 1995،
أي تقريبا لدينا 27 سنة و التي من مميزاتها قلة الأمطار و تواتر السنوات الجافة،
آخر دورة رطبة و باردة كانت تقريبا بداية من سنة 1968 و استمرت الي سنة 1995،
و كانت هذه الفترة معروفة لدى الكثير بوفرة الأمطار و كثرة السنوات الخصبة و الباردة،
لكن هل يمكن أن تعود مثل هذه الظروف في ظل زيادة تركيز الغازات الدفيئة و ما تسببه من ارتفاع معدل درجة حرارة الأرض و المحيطات؟
أغلب الدراسات ترجح زيادة معدل الحرارة العالمية بسبب تفاقم ظاهرة الاحتباس الحرارة أكثر و أكثر خلال السنوات الاخيرة،
وبالتالي بمثل هذه المعطيات من المستبعد انخفاض معدل حرارة شمال الأطلسي، و التي عادة تترافق مع ظروف أكثر رطوبة بأوروبا و شمال أفريقيا،
إلا في حالة وجود مؤثرات أخرى غير معلومة إلى حد الآن ممكن أن تساهم في تقلص درجات الحرارة،
كل من ينقل لكم ارتفاع حرارة المتوسط أو الأطلسي، مبشر بالنسبة لشمال أفريقيا غير صحيح و خاطئ و ذكرنا ذلك سابقا،
بالعكس زيادة حرارة المتوسط تأثيراته سلبية أكثر وهو ما يدل على زحف التيارات المدارية و الجافة أكثر شمالا،
باتجاه جنوب أوروبا في المقابل تقلص و انحسار رقعة تثير الهواء البارد و الرطب باتجاه شمال أوروبا.
نحن ننتظر آخر هذه الدورة المناخية هل ستنقلب الأمور و نشاهد دورة مناخية أخرى أو تستمر الحرارة نحو الارتفاع،
و بالتالي تفاقم الوضع أكثر و أكثر بمناطق شمال أفريقيا،
مناخ شمال أفريقيا ضمن مناخ النطاق المعتدل، يرتبط أساسا بالتيارات الباردة و التقلبات القادمة من أوروبا،
و زيادة ارتفاع الحرارة سيكون أمر سلبي أكثر و الله أعلم.