أكدت مصادر جيدة الاطلاع، أن عناصر الدرك الملكي بالمركز الترابي سيدي يحيى زعير التابعة لسرية الدرك بعين العودة نواحي الرباط، تمكنت من تفكيك شبكة متخصصة في السحر والشعوذة، يتزعمها راقيان، أحدهما يتمتع بشهرة كبيرة بجهة الرباط وتحديدا بعمالة الصخيرات تمارة.
وأفادت مصادر وفق «الأخبار» بأن دورية للدرك الملكي اعتقلت، مساء يوم الجمعة الماضي، الراقي الخمسيني ومساعده رفقة فتاة ثلاثينية تنحدر من عائلة ثرية بالرباط.
حيث تمت مداهمتهم في وضعية تلبس بإبطال السحر بالقرب من إحدى المغارات المهجورة والبعيدة عن أنظار المارة بتراب جماعة سيدي يحيى زعير.
وقد تم اقتياد الراقيين والفتاة المعنية بعملية الشعوذة إلى مقر الدرك الملكي بالمركز الترابي سيدي يحيى زعير، حيث جرى الاستماع إليهم في محضر رسمي.
قبل أن يقرر قاضي النيابة العامة الاحتفاظ بالراقيين رهن الحراسة النظرية وعرضهما في حالة اعتقال، صباح اليوم الاثنين، على وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية بتمارة، فيما تقرر الإفراج عن الفتاة وتقديمها أمام النيابة العامة في الموعد نفسه في حالة سراح.
وتفيد تفاصيل مرتبطة بالواقعة بأن تحريات طبعت بالسرية التامة قادت مصالح الدرك إلى تعقب تحركات راق مشهور ينحدر من جماعة عين عتيق، بعد تردده في أكثر من مرة على إحدى البنايات المهجورة المشكلة على شكل مغارة بأرض خلاء بضواحي تامسنا، رفقة راق آخر مبتدئ يعتبر مساعده المقرب.
قبل أن تضبطهما الدورية نفسها، في وقت متأخر من ليلة الجمعة، في وضعية تلبس بالتسلل إليها رفقة فتاة تنتمي إلى عائلة ثرية بالرباط، بدعوى فك وإبطال سحر يطاردها ويعيق تحقيق أحلامها.
ونجح الراقيان، اللذان تفاجآ بيقظة عناصر الدرك ومداهمتهم المفاجئة للمغارة، في استغلال الوضع النفسي للفتاة التي كانت تبحث عن مخرج لحظها العاثر ومعاناتها مع السحر المفترض.
حيث أوهمها الراقي الذي تعرفت عليه بواسطة إحدى زميلاتها في العمل، بقدرته رفقة مساعده على إبطال السحر وطرد الجن والنحس وكل الأمراض النفسية.
ونجح الراقيان في استدراج الفتاة من الرباط إلى منطقة سيدي يحيى زعير، وبالضبط صوب مغارة توجد بأرض خلاء بعيدة عن أنظار المواطنين.
مدعيين أنه المكان المناسب لإبطال السحر وتحريرها منه، مقابل حصولهما على مبلغ مالي كبير عبرت الفتاة عن استعدادها لدفعه كاملا فور إنهاء العملية.
وأكدت مصادر «الأخبار» أن فرقة الدرك الملكي المكلفة بالبحث استمعت لتفاصيل الصفقة على لسان الفتاة، ومجمل الوعود التي تلقتها من الراقيين، فضلا عن معطيات أخرى متعلقة بكيفية التعرف عليهما وتجاربهما مع زميلاتها وسيدات أخريات ينحدرن من الرباط وتمارة وسلا.
وبسبب تجارب سابقة مرتبطة بتجاوزات أخلاقية خطيرة منسوبة لرقاة جرى اعتقالهم بسبب فضائح جنسية، ساد تخوف من طرف المحققين أن يكون الراقيان من هواة ثنائية الشعوذة والجنس.
وأكدت الفتاة الموقوفة أنها لم تتعرض لأي اعتداء أخلاقي من طرف الراقيين، في انتظار إخضاعهما للتحقيق الذي سيوضح مستوى جرائم النصب والتجاوزات الأخلاقية التي تورطا في ارتكابها .
وتواصل السلطات الأمنية ومصالح الدرك الملكي عبر التراب الوطني التصدي لممارسة السحر والشعوذة من طرف رقاة جنوا الملايين من عمليات نصب خطيرة، بعضها كان مرفوقا باعتداءات واغتصابات جنسية بدعوى فك السحر وطرد الجن وسوء الطالع.
الانتشار المهول للرقاة وتسويق بطولاتهم الوهمية في مواجهة «الغيبيات» والجن والسحر تجعلهم محط تهافت من طرف أغنياء وشخصيات من عوالم الفن والمال والأعمال.