أنا الخبر | Analkhabar
أثار تسريب صوتي منسوب لـ “البشير مصطفى السيد”، شقيق مؤسس جبهة البوليساريو الوالي مصطفى السيد، وجود انقسام حاد داخل الكيان الوهمي بشأن تعاطي الجبهة بقيادة إبراهيم غالي مع أحداث الكركرات وما تلاها من إعلان البوليساريو خروجها من اتفاق وقف إطلاق النار مع المغرب الموقع سنة 1991 برعاية الأمم المتحدة.
وحمل البشير مصطفى السيد، الذي كان يتحدث في ما سمى بـ”ندوة تعميم مخرجات اجتماع أمانة البوليساريو الأخير”، الأمين للجبهة إبراهيم غالي مسؤولية ما تعيشه الجبهة، منذ تحرير معبر الكركرات في 2020، من عزلة إقليمية ودولية، بسبب فشله فيما أسماه “استثمار ما حدث في الكركرات لصالح الجبهة”، متهما الجزائر بتوريط القيادة في القرارات التي اتخذتها بعد أحداث الكركرات.
وأشار مصطفى السيد إلى أن قرار الخروج من اتفاق وقف إطلاق النار مع المغرب، كان بايعاز من رئيس أركان الجيش الجزائري الراحل، قايد صالح، الذي أعطى الضوء الأخضر للجبهة من أجل التصعيد ضد المغرب، بهدف جر المملكة إلى حرب استنزاف عسكري ومالي، غير أن، يؤكد مصطفى السيد، البوليساريو، سقطت في فخ المغرب، وأعلنت الحرب وفق قرار غير مدروس.
ووصف المصدر ذاته، الوضع الحالي للجبهة بأنها “عاجزة”، مبرزا أن علاقة البوليساريو بالجزائر، باتت تعرف نوعاً من التوتر، وأصبحت على عتبة الإنتهاء، مشيرا إلى أن مطالب الصحراويين داخل المخيمات هي الخروج بقرار ينحصر إما في إعلان الحرب فعلا أو إعلان السلام، متهما غالي باحتكار السلطة وخضوعه لمزاج النظام العسكري الجزائري.
إلى ذلك، اعتبر رئيس المرصد الصحراوي للإعلام وحقوق الإنسان محمد سالم عبد الفتاح، أن التسريب الصوتي للبشير مصطفى السيد يكشف حجم الانقسامات التي تعيشها قيادة الجبهة، في ظل الفراغ الذي تشهده زعامتها منذ افتضاح تهريب براهيم غالي إلى إسبانيا بهوية مزورة، وانتكاس وضعه الصحي مؤخرا، فضلا عن المتابعات القضائية بتهم ثقيلة التي ظل موضوعا لها إلى جانب بقية القيادات في الجبهة.
وأشار سالم في تدوينة له عبر فيسبوك، أن التسجيل الصوتي، فضح ارتهان قرار البوليساريو للجزائر حيث أوضح البشير السيد أن قائد الأركان السابق للجيش الجزائر قايد صالح هو من أعطى الضوء الأخضر لقيادة الجبهة للدخول في دعايتها الحربية بشرط مبادرة المغرب بطرد عناصر الجبهة من المناطق العازلة، مضيفا أن الجزائر هي من كانت تمنع البوليساريو من النتصل من وقف إطلاق النار في السابق، بحسب التسجيل المسرب.
وأضاف أنه “لفهم التوجه الجديد لبعض العناصر القيادية نحو مراجعة مغامرة العودة للحرب، ووقوفها على فشل دعايتها العسكرية، ينبغي الإشارة إلى بيان أمانة الجبهة الإنفصالية الأخير حول تأييد إعلان إسكات البنادق الصادر عن قمة الإتحاد الإفريقي منذ ديسمبر 2020، فضلا عن الخطاب المهادن الذي تبنته مجلة الجيش الجزائري في عددها الأخير”.
وأبرز سالم أن الموقف الأخير للجبهة “يؤشر على نوع من التعاطي الإيجابي من طرف النظام الجزائري، مع الدعوة التي وججها العاهل محمد السادس في خطابه الأخير إلى الأشقاء في الجزائر لطي صفحة الخلافات بناء علاقات طبيعية بين البلدين، في ظل فشل توظيف البوليساريو في لعبة الحرب بالوكالة التي تخوضها ضد مصالح المغرب وسيادته الترابية”.