لماذا غاب رئيس موريتانيا وحضر رئيس تونس في عرض عسكري بالجزائر؟ وفي التفاصيل نظم الجيش الجزائري عرضا عسكريا بالعاصمة، الثلاثاء، بمشاركة مختلف القوات هو الأول من نوعه منذ 33 سنة وذلك بمناسبة الذكرى الـ 60 للاستقلال في 5 يوليوز 1962.
وعرف العرض العسكري، حضور قادة دول يتقدمهم رؤساء تونس قيس سعيد، وفلسطين محمود عباس، وإثيوبيا ساهلي وورك زودي، والنيجر محمد بازوم، والكونغو دونيس ساسو نغيسو، بالإضافة إلى زعيم البوليساريو ابراهيم غالي، فيما كان لافتا غياب الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني عن هذه الاحتفالات، حيث فضل تلبية دعوة العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده محمد بن سلمان، لأداء فريضة الحج.
الجزائر وموريتانيا
وكانت الجزائر، تراهن على مشاركة، الرئيس الموريتاني، في هذه الاحتفالات، التي حرصت الجزائر على التسويق لها منذ أسابيع، وعلى ضمان مستوى التمثيل الإقليمي فيه، حيث اكتفى ولد الغزواني، بانتداب وزير خارجيته محمد سالم ولد مرزوك للمشاركة بدال عنه، وتوجيه برقية تهنئة بروتوكولية إلى نظيره الجزائري عبد المجيد تبون.
كما حضر الاستعراض رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، وأمين عام جبهة “البوليساريو” إبراهيم غالي، ورئيسة مجلس الشيوخ الإيطالي ماريا اليزابيتا ألبيرتي كازيلاتي، ووزير الرياضة التركي محمد قصاب أوغلو، ووزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش، ووزير التسامح الإماراتي نهيان بن مبارك آل نهيان.
مشاركة الرئيس التونسي ونظيره الفلسطيني، يراه مراقبون، رسالة واضحة من طرف عباس وقيس بانخراطهم في سياسة العداء التي ينهجها نظام الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، تجاه المغرب.
في ذات السياق، اعتبرت تقارير إعلامية، أن غياب الرئيس الموريتاني، عن هذا الحدث في الجزائر، يعكس الفتور الذي تعرفه العلاقات بين البلدين، في ظل حرص نواكشوط منذ وصول ولد الغزواني إلى السلطة، على النأي بنفسها عن السياسات الجزائرية بالمنطقة، وهو ما كان واضحا حين قامت الحكومة الموريتانية بالمصادقة على معاهدة الصداقة وحسن الجوار مع إسبانيا، والتي ظلت مجمدة طيلة 14 سنة، وذلك بالتزامن وأزمة الجزائر مع هذا البلد الأوروبي، بسبب إعلان الحكومة الإسبانية، عن دعمها لمبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب لحل نزاع الصحراء، واعتبارها الأساس الأكثر جدية وواقعية ومصداقية من أجل تسوية هذا النزاع الإقليمي، وهي الأزمة الدبلوماسية التي وصلت حد سحب النظام الجزائري، لسفيرها في مدريد، وتعليق معاهدة الصداقة وحسن الجوار والتعاون التي كانت تربطها بمدريد منذ سنة 2022.