أنا الخبر ـ متابعة
تحدثت وسائل إعلام إسبانية أن رئيس الوزراء بيدرو سانشيز، ومن أجل كسب رهان الأمن الطاقي وضمان الاستقلال لبلاده عن النفط والغاز من روسيا والجزائر، ركزت أجندة قصر مونكلوا – المقر الرسمي لرئيس الوزراء- الدولية على تعزيز العلاقات مع شركاء الولايات المتحدة الأمريكية.
تعاضم التهديدات الروسية، والتحديات الاقتصادية، الطاقية منها بالخصوص، تجعل صداقة رئيس الولايات المتحدة ضرورية أكثر من أي وقت مضى. ومن أجل هذا اختار سانشيز كسب ود بايدن من خلال تحالف للطاقة مع كل من البيت الأبيض وشركائه الإقليميين.
يقول خوسيه ماريا بيريدو، أستاذ العلاقات الدولية في الجامعة الأوروبية: “تريد إسبانيا استعادة موقع متميز في علاقتها مع الولايات المتحدة”. إن وضع الحرب في روسيا يدفعها إلى تقوية العلاقات الجيوسياسية وكذلك في قضية الطاقة.
وكانت المحطة الأولى لسانشيز في الرباط مع الملك محمد السادس، حيث بغير موقف مونكلوا من قضية الصحراء المغربية. قرار فتح أزمة دبلوماسية مع الجزائر أكبر مورد للغاز لإسبانيا عبر خط للأنابيب. لتنطلق الإنذارات والمخاوف بخصوص الأمن الطاقي في خضم أزمة أسعار الغاز بعد غزو أوكرانيا وما يقابلها من عقوبات على الغاز الروسي الضروري.
ومنذ هذا العام، بدأ التحول وأصبحت الولايات المتحدة مصدر 34.6 بالمائة من إجمالي الغاز الطبيعي الذي يدخل الأراضي، بعد أن كانت لا تتجاوز 25 بالمائة.
تضيف الصحيفة الإسبانية، تحولت كل الأنظار إلى الولايات المتحدة وجو بايدن. المغرب هو الحليف الاستراتيجي للولايات المتحدة في شمال إفريقيا والجزائر هي الشريك الكلاسيكي لروسيا في تلك المنطقة الجغرافية. ويبدوا أن فريق جو بايدن وراء تحسين العلاقات بين حليفتيه، إسبانيا والمغرب، في خضم الأزمة بين الغرب وروسيا. من خلال هذه العملية سيحقق بايدن علاقة أفضل بين شريكين ويضمن احتفاظه بموقعه كأكبر مورد للغاز في إسبانيا.
الإشارة الثانية لبايدن من قصر مونكلوا جاءت في 18 مايو. وصل وفد ضخم إلى إسبانيا برفقة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني. حيث وضعت الدولة التي تهيمن عليها عائلة آل ثاني نفسها كواحدة من أكبر شركاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط. تعد قطر ثاني أكبر مصدر للغاز الطبيعي في العالم.
وكان الفصل الأخير من أجندة سانشيز مع “شركاء” بايدن هذا الأسبوع مع زيارة رئيس نيجيريا محمد بخاري إلى مدريد. أول زيارة يقوم بها رئيس دولة نيجيري إلى إسبانيا منذ 17 عامًا. وتعتبر نيجيريا واحدة من موردي الطاقة الرئيسيين “والأكثر موثوقية”.
أصبحت القوة العظمى لغرب إفريقيا واحدة من أكثر الدول التي زادت شحناتها من ناقلات الغاز إلى الموانئ الإسبانية، إلى جانب الولايات المتحدة، بعد إغلاق أحد خطوط أنابيب الغاز في الجزائر. بدأت نيجيريا عام 2021 بنسبة 7.9٪ من إجمالي الغاز الذي دخل إسبانيا، وبعد إغلاق خط الأنابيب المغاربي في نوفمبر، ارتفعت النسبة إلى 17.4٪.
وهكذا عمل بيدرو سانشيز مع حلفاء كبار لجو بايدن في الأشهر الأخيرة، من أجل ضمان أمن اسبانيا الاستراتيجي والطاقي، والتخفيف من الارتهان لروسيا والجزائر.