أنا الخبر ـ متابعة
الكشف عن أسرار أول جسم غير نجمي معروف يضرب الأرض، حيث تقبل الأرض آلاف النيازك كل سنة، ولا يخرج مصدر تلك النيازك عن المجموعة الشمسية إلا ناذرا، لذلك يعتبر الكشف اليوم عن أسرار واحد من القادمة منها من خارج المجموعة الشمسية، التي عرفت حتى اليوم، كسبا علميا مهما.
والنيازك، حسب موقع “الكون”، صخور فضائية تتراوح أحجامها بين حجم حبيبات الغبار وحجم الكويكبات الصغيرة، ومعظمها عبارة عن قطع من أجسام أخرى أكبر منها تم تكسيرها أو تفجيرها تأتي من المذنبات والكويكبات، ويمكن أن تختلف في تشكيلها؛ فقد تتكون من الصخور أو بعض المعادن أو خليط من الصخور والمعادن معًا، وعندما تدخل الصخور الفضائية الغلاف الجوي للأرض بسرعات عالية تبدأ بالاحتراق وتسمى حينها نيازك، وتسقط بشكل يومي على الأرض بما يعادل 17 نيزكاً كل يوم، فيما يقدر عدد النيازك التي تضرب الأرض بشكل سنوي بحوالي 6100 نيزك كبير يستطيع الوصول إلى الأرض، ولا يمكن ملاحظتها بشكل كبير؛ بسبب وقوعها في مناطق غير مأهولة بالسكان، وعدد قليل منها يهبط في أماكن تثير الاهتمام، حسب نفس المصدر.
النيزك الزائر من خارج المجموعة الشمسية
انتهت رحلة طويلة لنيزك من خارج المجموعة الشمسية، بأن اصطدم بالأرض، وفقا لقيادة الفضاء التابعة للجيش الأميركي، حسب قناة الحرة.
والنيزك هو أول جسم غير نجمي يضرب الأرض، وفق باحثين. ويشير وصف “الأجسام بين النجوم” إلى النيازك القادمة من خارج المجموعة الشمسية، ويعد ظهورها نادرا.
وذكرت شبكة “سي أن أن” أن النيزك المعروف باسم “CNEOS 2014-01-08” سقط شمال شرقي ساحل بابوا غينيا الجديدة في الثامن من يناير عام 2014.
بدايات الاكتشاف
عثرالباحث أمير سراج، على النيزك للمرة الأولى، وكشف أن الجسم كان نيزكا بين نجمي في دراسة أجراها عام 2019، خلال إكماله البكالوريوس في جامعة هارفارد.
كان سراج يدرس “أومواموا” وهو أول جسم دخل من خارج المجموعة الشمسية، تم اكتشافه عام 2017.
وقرر سراج أن يتوغل في قاعدة بيانات الأجسام القريبة من الأرض والتابعة لوكالة الفضاء الأميركية “ناسا”، ليكتشف أجساما أخرى رجح أنها من خارج المجموعة الشمسية.
كان النيزك يتحرك بسرعة عالية تبلغ حوالي 28 ميلا في الثانية (45 كلم في الثانية) بالنسبة إلى الأرض، والتي تتحرك بدورها بسرعة حوالي 18.6 ميلا في الثانية (30 كلم في الثانية) حول الشمس.
ولأن الباحثين قاسوا مدى سرعة تحرك النيزك أثناء وجودهم على كوكب متحرك، فإن 45 كلم في الثانية لم تكن في الواقع مدى سرعة النيزك الحقيقية، وفقا لـ “سي أن أن”.
تُعرف سرعة “heliocentric speed ” بأنها سرعة النيزك بالنسبة للشمس، وهي طريقة أكثر دقة لتحديد مدار جسم ما.
ويتحرك كوكب الأرض في اتجاه واحد حول الشمس، ووفقا للحسابات كان يمكن أن يصطدم النيزك بالأرض وجها لوجه، مما يعني عكس الاتجاه الذي يتحرك فيه الكوكب، أو من الخلف، في نفس الاتجاه الذي تتحرك فيه الأرض.
وبما أن النيزك ضرب الأرض في الجهة الخلفية أي في نفس الاتجاه الذي تدور فيه حول الشمس، أشارت حسابات سراج إلى أن النيزك كان يسير بسرعة 37.3 ميلًا في الثانية (60 كلم في الثانية) بالنسبة للشمس.
ثم حدد مسار النيزك ووجد أنه كان في مدار غير منتظم، على عكس المدارات المغلقة للنيازك الأخرى. واستنتج أن هذا يعني أنه بدلا من دورانه حول الشمس مثل النيازك الأخرى، فقد جاء هذا النيزك من خارج النظام الشمسي.
قال سراج: “من المفترض أنه تم إنتاجه بواسطة نجم آخر، وتم طرده من نظام ذلك النجم، وشق طريقه إلى نظامنا الشمسي واصطدم بالأرض”.
لماذا كشف الغطاء عن النيزك الآن؟
لكن نتائج دراسة سراج واجهت عقبات أمام نشرها في مجلة علمية، وذلك أساسا لأن “ناسا” لا تفصح عن مدى دقة بياناتها.
وبعد سنوات من محاولة الحصول على معلومات إضافية وصله رد من قيادة الفضاء الأميركية أكد النتائج التي توصل إليها سراج برفقة بروفيسور العلوم في هارفارد، أبراهام ليوب.
قال سراج للشبكة إنه يعمل مع فريقة منذ تلقي التأكيد على إعادة تقديم النتائج التي توصلوا إليها للنشر في مجلة علمية.
يود سراج أيضا أن يجمع فريقا لمحاولة استرداد جزء من النيزك الذي هبط في المحيط الهادئ ، لكنه اعترف بأنه سيكون احتمالا غير مرجح بسبب الحجم الهائل للمشروع.
وأكد للشبكة الأميركية أنه إذا تمكن الباحثون من وضع أيديهم على “الكأس المقدسة للأجسام بين النجوم”، فسيكون ذلك سابقة علمية قد تساعد العلماء على اكتشاف مزيد عن العالم خارج نظامنا الشمسي.