أنا الخبر ـ متابعة
أمريكا ترفُض التوسط لدى الجزائر لتشغيل الأُنبوب المغاربي، حيث رفضت إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، الطلب الذي تقدمت به إسبانيا إليها (أمريكا) من أجل لعب دور الوساطة في حل مشكل تعطيل أنبوب الغاز المغاربي العابر للتراب المغربي و الذي تزود من خلاله الجزائر إسبانيا بالغاز.
وكشفت مصادر دبلوماسية تحدثت لصحيفة “Confidencial Digital” ، “أن “الحكومة الإسبانية فشلت في محاولة إقناع الولايات المتحدة بالتوسط لدى الجزائر لتحقيق إعادة فتح الطريق الأكثر أمانًا مع أكبر سعة لإمداد الغاز لإسبانيا”.
وأكدت الصحيفة نفسها أن القصر الرئاسي الإسباني “مونكلوا”، طلب من البيت الأبيض أن يقنع وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكين، الذي سافر إلى الجزائر الأسبوع الماضي، (يقنع) سلطات الجزائر بإعادة فتح خط أنابيب الغاز مع إسبانيا الذي يمر عبر المغرب”.
في المقابل، تورد الصحيفة نفسها، فقد “ردت واشنطن على حكومة سانشيز بأن الولايات المتحدة اقترحت بيع المزيد من الغاز لإسبانيا ، ولهذا السبب فهي غير مهتمة بإعادة فتح المنطقة المغاربية في هذا الوقت”.
وأشارت مصادر صناعية لـ “Confidencial Digital”، إلى أن “واردات الغاز من الولايات المتحدة الأمريكية لن تكون كافية لتغطية طلب أوروبا بعد العقوبات المفروضة على روسيا، إذ حذر البيت الأبيض، فعليا، القصر الرئاسي الإسباني “مونكلوا”، من كون الإمداد الغازي إلى الإتحاد الأوروبي أصبح الآن أولوية.
يأتي هذا في ظل خفض إسبانيا لمقتنياتها من الغاز الجزائري، في مقابل رفع مقتنياتها من الغاز الأمريكي، وهو ما أكدته صحيفة “إل بيريوديكو إنيرجيا“، في مقال نشرت “آشكاين” محتواه سابقا، بكون “إسبانيا استوردت 3277 جيجاوات ساعة من الغاز من روسيا في مارس المنصرم، وتعيد الولايات المتحدة تأكيد دورها كمورد رئيسي، إذ أنه ‘في الربع الأول من العام ، استوردت إسبانيا 7629 جيجاوات ساعة من الغاز الطبيعي من روسيا ، وهو ما يقل بنسبة 32 بالمائة”.
وكانت مصادر إعلامية إسبانية قد كشفت، في وقت سابق، عن توصل مدريد و الرباط إلى اتفاق لإعادة استخدام خط الغاز المغاربي عبر تقنية الضخ العكسي وجلب الغاز إلى المغرب، مشيرة إلى أن ما يلزم لمباشرة هذا الأمر هو التفاصيل الفنية التي يجب على “Enagas” ونظيرتها المغربية تحديدها.
وجاءت هذه التطورات بعدما أعلنت الجزائر، في نهاية أكتوبر 2021، عن وقف تجديد العقد الثلاثي حول أنبوب الغاز المغاربي الأوربي مع إسبانيا و المغرب، من جانب أحادي، وذلك في ظل توتر علاقات الجزائر مع المغرب.