أنا الخبر ـ متابعة
كسرت عملية نصب هدوء مدينة الريش، التابعة لإقليم ميدلت، بعدما اكتشف عشرات المواطنين، نهاية الأسبوع الماضي، أنهم سقطوا ضحايا حارس أمن خاص سطا على أموالهم في وكالة بنكية، قبل أن يفر بعد اكتشاف أمره.
ولم يكن جل زبناء الوكالة، الوحيدة في المدينة، يساورهم أي شك في تصرفات حارس الأمن، الشاب في عقده الثالث والمعروف لدى السكان، إذ لسنوات وهو يشتغل حارسا للوكالة، كما أنه زوج ابنة مديرها، الذي توفي قبل أسابيع وبقي منصبه شاغرا، لذلك كان هو من يقف على إنجاز عمليات جل الزبناء.
وفيما تباشر السلطات الأمنية بالريش تحرياتها للوصول إليه، والكشف عن الطريقة التي كان يعتمدها، تعيش الوكالة حالة احتقان وهي مستمرة في عملها، إذ تم تغيير موظفين واستقدام حارس خاص جديد، وفي كل مرة يظهر ضحايا جدد اكتشفوا متأخرين أن أموالهم سرقت من حساباتهم، فيما ضحايا آخرون يترددون على الوكالة للتعبير عن غضبهم ويستفسرون الموظفين عن مصير أموالهم، وهو ما جعل كثيرين يختارون سحب أموالهم من الوكالة نهائيا.
وتواصل الشرطة بمدينة الريش الاستماع إلى الضحايا وأصدقاء حارس الأمن الخاص، بعدما استمعت إلى طليقته التي تقول إنها لا تعلم وجهته بعدما انقطعت أخباره عنها هي وطفليها الاثنين.
تقول عائشة، سيدة في عقدها الرابع، إنها لما علمت بالأمر قصدت الوكالة مباشرة، لتكتشف أنها لم تسلم من النصب، إذ وجدت حسابها فارغا من الثلاثة ملايين سنتيم التي كانت فيه، ولما راجعت الوثائق وجدت أن أموالها تم تحويلها إلى حساب حارس الأمن.
وتتذكر في حديثها مع SNRTnews أن حارس الأمن هو الذي طلب منها التكفل بعملية تحويل أموالها إلى حسابها، بحُكم أنها صديقة طليقته، لذلك ائتمنته على نقودها التي جمعتها بعد سنة من العمل في الضيعات الفلاحية والمنازل، وسلمته الأموال ونسخة من بطاقة تعريفها وانصرفت.
وتؤكد عائشة أن المعني بالأمر هو الذي تكلف بعمليات إنجاز البطائق وتحويل الأموال لعدد من الزبناء إلى أقاربهم، وكان يفعل ذلك، أساسا، مع فئة المتقاعدين والأرامل وكل من لا يجيد القراءة والكتابة، إذ كان هو الذي يجري عملية السحب برفقة من يقصده لذلك كان مطلعا على عدد من الأقنان السرية.
ومع ذلك لم يسلم منه حتى بعض أساتذة دينة الريش وبعض رجال الشرطة والوقاية المدنية والتجار، إذ سقط عدد منهم ضحية لمن اعتبروه صديقا.
حميد، في عقده الثالث، يقول لـSNRTnews إن المتهم اعتمد سحب مبالغ قليلة من عدة حسابات، ضمنها ثلاثة لأفراد من عائلته، وذلك لكي لا يلفت الانتباه ويظهر الأمر كأنه مجرد اقتطاعات بنكية.
وقد اكتشف ضحايا أن عمليات السحب انطلق فيها منذ 2017، بعد مراجعة وثائق كشف الحسابات، مؤكدا أن عدد الحسابات التي تعرضت للسرقة يفوق 100.
أما سعيدة، النادلة في المقهى المجاور للوكالة، فقالت إنها كانت تشك في حارس الأمن، هي وعدد من الأشخاص شاطروها في ذلك، إذ كانوا يستغربون كيف له أن يأتي إلى الوكالة بسيارات مختلفة، وهو الذي يقطن في قرية ضواحي المدينة.