بقلم : عبد القادر العفسي
متى تلتحق “العرائش” بالوحدة الترابية للمملكة المغربية ..!
يُعَرف “ابن خلدون” علم الاجتماع بأنه: “العلم الذي يعرض لطبيعة العمران البشري من الأحوال مثل: التوحش، التأنس، العصبيات، أصناف التغلبات البشر على بعضهم البعض، و ما ينشأ عن ذلك من الملك والدولة ومراتبها، وما ينتحله البشر بأعمالهم ومساعيهم من الكسب و المعاش و العلوم و الصنائع …” .
ويبدو أنّ هذا التصنيف “الخلدون” الجد موجز أعلاه ينطبق على طبائع مجموعة من البشر التي تَدْروها الرياح كيفما شاءت ولا تُحب خوض غمار الوضوح و الالتزام كحق، بل إنّ البحث عن المكسب جعلهم يتراجعون من مرحلة التأنس إلى مرحلة التوحش و الجري وراء المعاش يُعمي بصائرهم و يُقيض عصبيتهم فتختلط عليهم السبل حتى ينسون أسس التدافع البشري و الجدلية العلمية، فيقعون في المحظور و يُخربون كل الصور التي حاولوا تسويقها لمدة طويلة لأنه كما يقول المثل: “قد تثوب الراقصة لكن دائما هزت الكتف حاضرة”.
وهذا ما ينطبق على من أعماه الكسب و الاعتياش فاختار العودة إلى عهد التوحش، واختاروا و لائهم للعاملين معهم حفاظا على تدفق التحويلات و المنح المالية تحت يافطة نضالات شتى ! أهمها الحفاظ على رنين “اليورو” في الحسابات الخارجية و التحويلات الداخلية .. ففي الوقت الذي استبشر كل المغاربة ب “الموقف التصحيحي” اتجاه التاريخ و اتجاه الحق “المغربي” من طرف الدولة “الاسبانية”، وهو ما أثار سُعار أعداء “المغرب” والمتسترين تحت يافطة: مبادئ إنسانية سامية عالمية… داخل دواليب منظمات أجنبية و داخل “إسبانيا”، نتفاجأ بجهات داخل “المغرب” أبت إلاّ أن تُعاكس التيار الوطني و الأجواء الايجابية و المستقبلية في العلاقات بين الجارتين “الاسبانية” و “المغرب ” المبنية على التعاقدات الواضحة، حيث آبت هذه الجهات داخل “المغرب” إلاّ أن تقوم بكراء خدودها و معاكسة هذه الحقائق الوطنية في تحد سافر للشعور الوطني للمغاربة و للعرائشين على وجه الخصوص.
إنّ قيام إحدى الوسائل الإعلامية العرائشية بنشر خريطة “المغرب” مقسمة تُعتبر إهانة للشعور الوطني و تعبير سمج عن مستوى الانحطاط في التبعية لأجندات غير مغربية، لكن الذي يُثير أكثر هو التجاوز و الصمت الذي مرّ به الحدث، مع العلم أن تلك الوسيلة الإعلامية التي نشرت خريطة المملكة الشريفة مُجزئة تَعتبر إلى حد ما الناطق الرسمي باسم إحدى المؤسسات المنتخبة بالمدينة، بل إنّ هذه المؤسسة المنتخبة قد مكنتها من تحويلات مالية مقابل تغطية دوراتها و أنشطتها (أنا أرى بأنه من الأجدى إرسال حوّالة مالية مباشرة إلى “بن بطوش” من طرف هذه المؤسسة المنتخبة لكي يكتمل الفلم..!)
لأنه لا تعقل أنه هناك جهات مُعينة تجتهد في منع وقفات غلاء الأسعار والمضايقات و منع الأنشطة الاحتجاجية الدستورية التي تُدافع عن الحقوق تحت تبريرات عدّة، و في نفس الوقت تتغاضى ربما ..ربما …! عن مثل هذه الإهانة التي لا يقبلها المغاربة الأحرار المتمسكون بوحدتهم الترابية الحقة بدون ريع أو وطنية مزيفة، بل إنّ هذه الواقعة فتحت المجال لأشياء أخرى صرنا نراها في تدوينات أخرى مزيفة أو حقيقية لايهم .. لأنّ على “أصحاب الحال” القيام بمهامهم ! وكأن الإشارة التي فهمناها من عدم إيلاء الوطن أهميته الخاصة هي أنّ: العرائش خارج المغرب، لا أدري أين “كامبو البراميل”، و أين دور المبنى الزجاجي بالمغرب الجديد و الطابق السفلي للمبنى المجاور له في نفس الحي… و هذا الأمر يجعلني أجهر علانية: وا عباد الله الصحراء مغربية و العرائش مغربية حتى هي ..!
اتقوا الله في أوطانكم ..! فلا فرق بين”الطنيز” و “الطعيز” ..؟