أنا الخبر ـ متابعة
رسالة من البوليساريو تفضح النظام الجزائري، حيث خلف الموقف الجديد الذي عبر عنه رئيس الحكومة الإسبانية السيد بيدرو سانشيز فيما يتعلق بالنزاع المفتعل في الصحراء المغربية، هزة عنيفة في الأوساط الجزائرية الرسمية ولدى قيادة جبهة البوليساريو الانفصالية في مخيمات الرابوني. فإذا كانت الحكومة الجزائرية، التي لا تجد أي حرج في الادعاء بأنها ليست طرفا في هذا النزاع، سارعت إلى استدعاء سفيرها في مدريد قصد التشاور في خطوة ديبلوماسية تصعيدية، فإن قيادة جبهة البوليساريو الانفصالية أعلنت حالة استنفار كبرى لمواجهة هذا الطارئ الذي يمثل بالنسبة إليها انتكاسة ديبلوماسية كبيرة لم تكن تخطر بالبال.
وهكذا أكدت مصادر وثيقة الاطلاع وفقما كتبته “العلم“، أنها حركت مجموعة من الأشخاص في إسبانيا و في بعض الدول الأوروبية ممن تجمعها بهم علاقات معينة للقيام بردود الفعل تجاه الموقف الإسباني الجديد، و في غالبيتهم هم أشخاص أعضاء في لجان تضامن يتم تمويلها بالمال الجزائري .كما تسربت رسالة داخلية من هذه القيادة الانفصالية صادرة باسم (وزارة شؤون الأرض المحتلة و الجاليات ) في دولة الوهم، موجهة إلى رؤساء ما يسمى ب (جمعيات و رابطات الجالية الصحراوية بأوروبا و مؤرخة في 19 مارس الجاري، تتحدث عما سمته ب ( البرنامج الاستعجالي للرد على الموقف السلبي للحكومة الاسبانية) جاء فيها، أنه تم عقد إجتماعات تنسيقية مساء يوم 19 مارس للممثلين على مستوى اسبانيا، تم خلاله تحديد برنامج استعجالي للتحرك و الرد المناسب على تصريحات رئيس الحكومة الإسبانية التي اعتبرتها الرسالة (استفزازية)، حيث (تقرر القيام بوقفات و تظاهرات مستعجلة خلال هذا الأسبوع على مستوى المقاطعات تشارك فيها جمعيات ورابطات الجالية الصحراوية و الحركة التضامنية و تدعى لها النقابات و الأحزاب) و (تنظيم تظاهرة ضخمة أمام مقر وزارة الخارجية و التعاون الإسبانية بمدريد يوم السبت 26 مارس الجاري بمشاركة الجالية الصحراوية و الحركة التضامنية من مختلف المقاطعات الإسبانية) و (ضرورة عقد اجتماعات تحضيرية للوقفات و التظاهرات على مستوى المقاطعات و تظاهرة مدريد لتوحيد خطة التحضير من نقل و شعارات و بيانات وتنظيم و تغطية إعلامية) و (تنظيم وقفات وتظاهرات بفرنسا و بلجيكا و ألمانيا أمام السفارات الإسبانية بباريس و بروكسيل و برلين).
و أكدت مصادر أن الاجتماع الذي انعقد يوم السبت 19 مارس برئاسة أحد قياديي الجبهة الانفصالية بحث الجوانب المتعلقة بضمان التمويلات اللازمة لإنجاح هذه التظاهرات، حيث أكد القيادي في الجبهة أن التمويلات مضمونة لنقل الأشخاص من الأماكن القريبة والبعيدة، و لتغطية تكاليف اللو جستيك، و لإنجاز تغطيات إعلامية، حيث سيتم التعويل على بعض الصحافيين الإسبان الذين تجمعهم علاقات مشبوهة بالمخابرات الجزائرية.
وأهم ما يستنتج من تسريب هذه الرسالة أن ردود الفعل التي قد تعرفها إسبانيا و بعض الدول الأوروبية تجاه الموقف الإسباني ليست ردود فعل تلقائية، بل مخطط لها و مدبرة من طرف قيادة الجبهة الانفصالية و من طرف المخابرات الجزائرية بهدف إظهار معارضة الموقف الإسباني الجديد الذي وجه ضربة قوية و عنيفة إلى قيادة البوليساريو التي كانت تعتبر إسبانيا أحد أهم معاقلها و إلى حكومة و مخابرات الجزائر التي قالت إن الموقف الإسباني مثل صدمة قوية بالنسبة إليها.