تطوان / كتب محمد ربيعة
إسبانيا تدرك أهمية المغرب وتُشَدِّدْ الخناق على البوليساريو، حيث أعلن بيدرو سانشيز Pedro Sánchezـ رئيس الحكومة الاسبانية، بأنه ابتداء من يومه الجمعة 18 مارس 2022 ستعرف العلاقات المغربية الاسبانية مرحلة جديدة، متميزة وذلك بالتخلي عن سياسة المحاباة السابقة لكل أطراف النزاع حول مغربية الصحراء، بحيث اعتبر أن “المقترح المغربي، هو المقترح المتسم بالجدية والواقعية والمصداقية من أجل حل نهائي وثابت لمشكل النزاع في المنطقة “..
وهكذا يتأكد أن الحكومة الإسبانية قد بلغت في تجربتها نضجا سياسيا جعلها ترتقي في تعاملها الدبلوماسي، الأمر الذي يؤكد أن إسبانيا أدركت أن عمقها الإفريقي يبدأ من المغرب، وأن إقامة علاقة قائمة على الاحترام المتبادل، وتقدير النضج المغربي الذي ارتفع تاريخيا عن السقوط في سياسة رد الفعل رغم ما قام به الإعلام الاسباني من ترويج للأطروحات المعادية للشعب المغربي الذي منذ المسيرة الخضراء تحمل كل المواقف التي تميزت بعدائية ساذجة روج لها ومن شعروا ذات مرة بأن التخلص من عقدة المستعمر إنما تبدأ من معاداة الحق المغربي في وحدته الترابية.
وهكذا تؤكد الدبلوماسية السياسية لإسبانيا، أنها ارتفعت عن الرضوخ لعمليات الابتزاز التي حاول بها أعداء الموقف الوطني المغربي تصريفه مستغلين حرية التعبير في قنوات الإعلام الاسباني لتقديم صورة مشوهة لنضالية المغاربة من أجل وحدتهم الترابية.
وبالتالي فموقف الحكومة الإسبانية سيجد جذورمصداقيته في مواقف اليسارالاسباني التاريخية، قبيل الانخداع بالتصورات التي سقط في فخها اليسار االإسباني منذ سبعينيات القرن الماضي.
وهكذا فالموقف الإسباني سيكون فرصة لتعميق سمك العلاقات المغربية الإسبانية، ويزيدها الصلابة المطلوبة لمواجهة مختلف التحديات التي تتطلب تعاون الجاران المطلان على ضفة البحر الأبيض المتوسط، وخاصة وأن المغرب يعتبر الشريك المتقدم للاتحاد الأوروبي.