أنا الخبر ـ متابعة
قامت المملكة المتحدة بتركيب رادار عملاق في جبل طارق، من أجل بسط سيطرة جوية مدنية وعسكرية أكبر في المضيق، وهو الرادار الذي سيُمكِّـن نظامه الجديد من تغطية 180 كيلومترًا واكتشاف و رصد الطائرات المدنية والعسكرية.
ويحظى مضيق جبل طارق بأهمية دولية كبيرة، لكونه أحد النقاط الإستراتيجية في العالم، حيث تلتقي المملكة المتحدة والمغرب وإسبانيا والولايات المتحدة، وتتركز مجموعة الممثلين هذه في بضعة كيلومترات مربعة، علاوة على كون المضيق نقطة التقاء القواعد البحرية والمصالح الاقتصادية من جميع الأنواع، كما يعرف المضيق في كثير من الأحيان حركة عسكرية لدى بعض البلدان، وهو ما دفع بريطانيا إلى تثبيت أحدث جيل من الرادارات على أعلى قمة في صخرة جبل طارق، وفق ما كشفته صحيفة “الإسبانيول”.
وأوضحت الصحيفة وفق ما كتبته “آشكاين“، أن هذا الرادار هو نظام حصل عليه سلاح الجو الملكي البريطاني (RAF) كجزء من تحسين تغطية الرادار لمنطقة المضيق، حيث سيؤدي ذلك إلى مراقبة الحركة الجوية التجارية التي تعمل حاليًا في مطارها وحركة الطائرات العسكرية على كلا الجانبين.
الرادار العملاق
ويعتبر نظام الرادار الجديد هذا جزءًا من برنامج تجديد للمنشآت العسكرية التي تنفذها المملكة المتحدة في جزء من مطاراتها، بما في ذلك المطارات الموجودة في الخارج، إذ تم التسليم قبل أيام قليلة بواسطة “Aquila Air Traffic Management Services”، الشركة المسؤولة عن تطوير جهاز الاستشعار المذكور، إذ سيساعد الرادار الجديد في توفير خدمات حركة جوية موثوقة وآمنة للمطار، الذي يخدم عشرات الآلاف من الزوار كل عام، فضلاً عن الحركة الجوية العسكرية.
ولفتت “الإسبانيول” الإنتباه إلى أن بهذا النوع من التثبيت الإستراتيجي، يحرص سلاح الجو الملكي البريطاني على أن تكون المواصفات المحددة لنطاق الرادار الذي اختاره غير معروفة، إذ أن هذه المنشأة ستكون بمثابة عين لسلاح الجو الملكي والبحرية الملكية؛ التي تظهِر من وقت لآخر غواصات نووية في أرصفة جبل طارق.
وأضاف المصدر ذاته، أن القوات الجوية الملكية اختارت رادار STAR-NG الذي صممته وصنعته شركة “Thales”، وهي جزء من مشروع “Aquila” المشترك، ووفقًا للشركة نفسها في الورقة الفنية للرادار، فإن لديها نطاقًا من العمليات يمتد من 300 متر إلى 185 كيلومترًا، اعتمادًا على تكوين الوحدات، من المحتمل أن يتم توسيع هذا النطاق بشكل كبير.
وتشير الشركة نفسها إلى أن رادار “STAR-NG” لديه تقنية مقاومة التشويش والقدرة على اكتشاف كل من الطائرات البطيئة، مثل المروحيات، والطائرات السريعة جدًا، في إشارة إلى الطائرات المقاتلة، كما يحتوي الرادار على أنظمة للكشف عن الطائرات بدون طيار بالإضافة إلى التشغيل في البيئات المعقدة مثل مزارع الرياح أو في المناطق التي بها اتصالات “4G”.
وأوردت الصحيفة أنه من المتوقع أن يبدأ تشغيل الرادار الجديد في شتنبر 2022، وحتى ذلك الحين سيستمر استخدام الرادار القديم من قبل مراقبي الحركة الجوية في جبل طارق، إذ ان هذا النظام القديم، الذي طورته شركة “BAE Systems” البريطانية، يبلغ مداه الأقصى 150 كيلومترًا في أحدث إصدار أطلقته الشركة.
الاستعانة بطائرة “هيليكوبتر” لتثبيت الرادار
ونظرا للخصائص الجغرافية لصخرة جبل طارق فإن الخدمات اللوجستية المتعلقة بنشر نظام الرادار الجديد تطلبت مشاركة طائرة هليكوبتر من طراز “Chinook” من سلاح الجو الملكي نفسه الذي كان بمثابة مصعد لجميع الوحدات والمعدات التكميلية إلى الأعلى.
وأكدت المصادر ذاتها، على أن “المروحية هي الوسيلة الوحيدة التي يمكنها نقل الهيكل الذي يبلغ ارتفاعه 11.8 مترًا ويزن أكثر من 8000 كيلوجرام إلى القمة التي يتعذر الوصول إليها”، حيث تم تقسيم الحمولة إلى 4 أجزاء مكونة من نظام دوران الرادار وهوائيين كبيرين ونظام الإرسال والإستقبال.