أنا الخبر ـ وكالات
حرب أوكرانيا.. بولندا تقدم على خطوة مثيرة قد تجرها لحرب مباشرة مع روسيا، حيث أعربت بولندا عن استعدادها لوضع طائراتها من طراز ميغ-29 “فورًا ومجانًا” في تصرف الولايات المتحدة ونقلها إلى قاعدة رامشتاين في ألمانيا.
وقالت وزارة الخارجية البولندية في بيان “سلطات جمهورية بولندا وبعد مشاورات بين الرئيس والحكومة مستعدة لنقل كل طائراتها من طراز ميغ-29 إلى قاعدة رامشتاين ووضعها في تصرف حكومة الولايات المتحدة”.
واستبعد مسؤولون أميركيون، بينهم وزير الخارجية أنتوني بلينكن، احتمال قيام أي دولة من دول حلف شمال الأطلسي بتزويد أوكرانيا المحاصرة طائرات. لكن بلينكن أكد الأحد خلال زيارته مولدافيا أن الموضوع قيد المناقشة.
وصرّح للصحافيين “لا يمكنني التحدّث عن جدول زمني، لكن يمكنني القول إننا ندرس الأمر بشكل نشط جدا”.
وأضاف أن الولايات المتحدة تجري “محادثات نشطة للغاية مع مسؤولين أوكرانيين (…) للحصول على تقييم محدّث لاحتياجاتهم”.
وجاء ذلك غداة لقاء بين بلينكن ووزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا عُقد عند الحدود الأوكرانية-البولندية، حضّ خلالها الأخير الولايات المتحدة على توفير المقاتلات.
وتابع عقب لقائه نظيره الأميركي “إذا خسرنا الأجواء، ستُسفك دماء أكثر بكثير على الأرض”.
وفي حين لا يزال القسم الأكبر من قدرات سلاح الجو الأوكراني بمنأى عن أي أضرار منذ بداية الحرب في 24 فبراير، تكبّدت روسيا وأوكرانيا خسائر فادحة ولم تتمكن أي منهما من السيطرة بشكل مطلق على أجواء البلاد.
تأتي خطوة بولندا، في أعقاب تدفق اللاجئين إليها، حيث أفاد حرس الحدود البولندي بأن عدد اللاجئين الذين عبروا إلى بولندا فاق 950 ألف لاجئ، وهو ما أثقل كاهل مراكز الاستقبال والإيواء. وتتوقع السلطات البولندية أن يستمر تدفق اللاجئين تزامنا مع اشتداد المعارك.
وفي هذا السياق، أعلن وزير الدفاع البريطاني بن والاس، الثلاثاء، أن بلاده ستدعم بولندا في قرارها إرسال طائرات حربية إلى أوكرانيا إذا قررت ذلك.
وحذر الوزير في الوقت نفسه، في مقابلة مع شبكة “سكاي نيوز” البريطانية، من أن خطوة من هذا النوع “قد تضع بولندا في خط النار مباشرة أمام روسيا”.
وقال بن والاس إنه سيدعم قرارا من عضو “الناتو” بولندا، لتزويد أوكرانيا بمقاتلات من طراز “ميغ 29″، إذا اختارت هي ذلك.
وتأتي تصريحات والاس وسط تقارير تفيد بأن الولايات المتحدة وبولندا تبحثان مثل هذه الصفقة، حيث تحث واشنطن وارسو على تزويد كييف بطائرات تعود إلى الحقبة السوفيتية لتحل محلها طائرات أمريكية.
وأضاف بن والاس للشبكة البريطانية أن “بولندا ستدرك أن القرارات التي تتخذها لن تساعد أوكرانيا بشكل مباشر فحسب، وهو أمر جيد، لكن قد تضع بولندا أيضا في خط النار مباشرة أمام دول مثل روسيا وبيلاروسيا”.
وتابع: “سيتعين عليهم التكيف مع ذلك. إنها حقا مسؤولية كبيرة تقع على عاتق رئيس بولندا وبطبيعة الحال على وزير الدفاع”.
واختتم قائلا: “لذا، لست بصدد تخمين خيارهم. ولكن بالنسبة لي وبصفتنا عضوًا في الناتو، أقول إننا سنقف إلى جانب بولندا”.
هذا وقفزت أسعار النفط لتلامس 133 دولارا لخام برنت القياسي، الثلاثاء، بعد أن أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن حظر واردات النفط من روسيا إلى الولايات المتحدة، في أحدث توسعة للعقوبات الأمريكية على موسكو ردا على استمرار عملياتها العسكرية في أوكرانيا.
وبحلول الساعة 16: 42 (ت.غ)، ارتفعت عقود خام برنت، تسليم مايو/ايار، 9.72 دولارات أو بنسبة 7.89 بالمئة، إلى 132.93 دولار للبرميل.
وقفزت عقود خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي، تسليم أبريل/نيسان، 9.27 دولار أو بنسبة 7.78 بالمئة، إلى 128.69 دولار للبرميل.
والثلاثاء، أعلن بايدن في كلمة متلفزة حظر واردات النفط الروسية إلى الولايات المتحدة، وقال إن “القرار اتخذ بالتشاور مع حلفائنا”.
وبدأ اليوم الثلاثاء إجلاء المدنيين من مدينة سومي القريبة من الحدود الأوكرانية مع روسيا، في حين تعثر الإجلاء من مدينة ماريوبول الجنوبية الساحلية مع بدء سريان وقف إطلاق النار المؤقت في أوكرانيا، فيما دعت روسيا الولايات المتحدة للعودة إلى مبدأ التعايش السلمي الذي كان مطبقا إبان الحرب الباردة.
من جهة أخرى، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن الجولة الثالثة من محادثات السلام مع روسيا ليست الأخيرة، لكنه شدد في الوقت نفسه على أن الأوكرانيين “لن يستسلموا وسيواصلون القتال”.
في غضون ذلك، أكدت السلطات الأوكرانية سيطرة القوات الروسية على 6 مدن رئيسية في مقاطعة زاباروجيا (جنوب شرقي البلاد).