أنا الخبر ـ متابعة
كشف تقريرٌ أعده خبراء عسكريون فرنسيون الإحتمالات الممكنة لنشوب حرب مُسلحة في منطقة شمال إفريقيا و جنوب أوروبا، مُعدّدا أربع حالات يمكن أن تحدث فيها مواجهة مسلحة بين المغرب والجزائر، وذكر التقرير نفسه احتمال نشوب احتكاك عسكري بين المغرب و إسبانيا بسبب جزر الكناري.
واعتبر خبراء من مؤسسة البحر الأبيض المتوسط للدراسات الإستراتيجية (FMES)، التابعة للجيش الفرنسي، أن “أرخبيل جزر الكناري و جيوب سبتة و مليلية المحتلة بمثابة وقود الإحتكاك بين إسبانيا و المغرب، في حين أن جبل طارق لا يزال موضع توتر بين إسبانيا والمملكة المتحدة”.
وأشار الإصدار الأخير من التقرير حول الأطلس الإستراتيجي للبحر الأبيض المتوسط و الشرق الأوسط، إلى التوترات بين الرباط والجزائر العاصمة، حيث وضع الخبراء العسكريون الفرنسيون سيناريو محتملا في حال اندلاع حرب بين البلدين، والتي سيكون نظام جنرالات الجزائر هو المعتدي” .
ثلاثة أسباب لاندلاع الحرب بين المغرب و الجزائر
وذكر التقرير العسكري الفرنسي، الذي نشرته صحيفة “لاراثون”، أنه “في اتجاه الغرب، ينظر المغرب بشكل حصري تقريبًا نحو جنوب وغرب إفريقيا المقدمة على أنها جبهة جديدة للمملكة ، وكذلك نحو الشمال و أوروبا”، وأشار الخبراء أنفسهم، إلى أن الرباط لديها أيضًا عيون ثابتة في البحر المفتوح، ولا سيما في الولايات المتحدة و كندا و البرازيل، باعتبارهم ثلاثة عملاء رئيسيين، إذ يزودهم الفوسفات المغربي بالزراعة المكثفة”.
وحذر خبراء الجيش الفرنسي من “عدة أسباب يمكن أن تؤدي إلى مواجهة مسلحة بين المغرب و الجزائر، وهي ثلاثة أساب، ممثلة في: التنافس التاريخي بين البلدين، والصراع حول الصحراء الذي سمم العلاقات بين الرباط و الجزائر لما يقرب من أربعة عقود، و هجوم محتمل من قبل الجنرالات الجزائريين في حال سقوط النظام الجزائري”.
مقارنة بين الجيشين المغربي والجزائري في ساحة الحرب
وفي حالة حدوث مواجهة، يقول التقرير “سيكون للرباط ميزة على الأرض حيث، بالإضافة إلى خبرتها الإستخباراتية، ستستفيد من القدرات السيبرانية الأمريكية و الإسرائيلية، في مواجهة قدرات الإستخبارات و المراقبة الأرضية للجزائر، على الرغم من كونها أكثر أهمية من الناحية الكمية، لا يمكن تحويلها عن حدود الساحل لفترة طويلة”.
وتابع التقرير، أنه من ناحية أخرى، فإن “غواصات “كيلو” الحديثة الموجودة تحت تصرف البحرية الجزائرية ستوفر للجار الشرقي للمغرب التفوق تحت سطح البحر ويسمح لها بسهولة بفرض حظر بحري على المغرب”.
وأكد المصدر نفسه، أن “ميزة البحرية الجزائرية يمكن إبطالها من خلال استحواذ البحرية الملكية على ألغام وطائرات بدون طيار متوسطة الحجم و غيرها من الوسائل المضادة للغواصات”.
وعلى المستوى التقليدي، يختلف التنبؤ باختلاف مسرح العمليات، تقول تنبؤات التقرير العسكري الفرنسي، إذ “لن يكون للمغرب أي مصلحة عسكرية في مواجهة برية في الجنوب، نظرا لأنها مسطحة حيث ستوفر طبيعة التضاريس ميزة واضحة للقوات الجزائرية المدربة على قتال أرضي مسطحة ولديها قدرات هجوم عميقة أفضل”، بحسب نفس المصدر.
أما في الشمال، يسترسل التقرير وفق ما كتبته “آشكاين”، “ستكون التضاريس الجبلية مواتية للقوات المسلحة الملكية وستوفر لها عمقًا استراتيجيًا من شأنه أن يسمح لهم بسهولة الإحتفاظ بمحاور الإختراق و وقت التبادل التجاري لعدد قليل من قطع الأراضي”.
وأردف أنه “يمكن أن تقوم القوات المسلحة الملكية أيضًا بأعمال هجومية، من خلال طائرات بدون طيار هجومية وانتحاريين أو حتى بفضل قواتها الخاصة المكونة من 1000 كوماندوز قادرة على تنفيذ عمليات سرية، حيث تمتلك المملكة أيضًا قدرات حقيقية، حتى وإن كانت محدودة في الحجم، لكنها قادرة على توجيه الضربات العميقة وإسقاط القوة العسكرية”.
كما أن لدى المغرب “مقاتلين متحمسين يستفيدون من الخبرة العملياتية المكتسبة ضد البوليساريو وفي بعثات الأمم المتحدة”، وهي القدرات التي كانت عنصرا ظهرت قيمته التكتيكية والإستراتيجية في الحرب الأوكرانية الروسية الحالية، حيث تمكنت فرقة المشاة الخفيفة الأوكرانية، التي تم تعزيزها بالمدفعية الخفيفة (قذائف الهاون وقاذفات القنابل اليدوية)، من إعاقة وإبطاء تقدم القوات الروسية في الريف الحضري و يضاعف الكمائن على أعمدة الإمداد، مما يجبر خصومهم على بذل جهد إضافي لتأمين مؤخرة الجيش”.
وخلص التقرير العسكري الفرنسي إلى أنه “على المستوى الجوي، سيكون التفوق الجزائري محكوما عليه بالخسارة بمرور الوقت مع التسليم المخطط لطائرة F-16V إلى المغرب”، حيث أجمع خبراء الجيش الفرنسي على الفرضية القائلة بأنه “سيكون هناك ثغرة أمنية متبادلة قد تنطوي على خسائر غير متناسبة في حالة الإستخدام المكثف لهجمات عميقة من قبل الطرفين”.
موردا أنه “في حالة حدوث مواجهة عسكرية كبيرة، ستهدف استراتيجية المغرب بلا شك إلى الوصول إلى طريق مسدود من خلال دفاع كلاسيكي وأعمال غير متكافئة في الأراضي الجزائرية وحرب اتصالات”، وأنهى التقرير العسكري الفرنسي توقعاته، بكون “السيناريو الأكثر ترجيحًا هو بقاء المناوشات الحدودية المتكررة بين الجزائر والمغرب “.