بقلم: جعفر الحر
من سنن الله على البشر أنه إذا ابتعد العبد عن ربه ودينه وآياته ردحا من الزمن، حتى إذا بلغ من الكبر عتيا أو بقي بينه وبين الموت خطوة، أو كان في ضائقة من أمور الحياة الدنيا، وحاول أن يتمسح في الله وفي آيات كتابه الكريم، ويرسم على وجهه الندم والتوبة المصطنعة، فإن الله لا يوفقه في هذه التوبة المغشوشة والمقرونة بحاجة من حوائج الدنيا حتى إذا قضاها عاد إلى فسقه وفساده السابق، وهو ما يؤكده كلام الله في كتابه العزيز، (قَالَ كَذَٰلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا ۖ وَكَذَٰلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى).
هذا حال الدونكيشوت محمد زيان ديل مورو تماما في كل خرجاته الأخيرة التي يحاول خلالها التمسح في دين الاسلام وسور من القرءان الكريم، ويجتهد للبحث عن آيات قرءانية ومواقف في التاريخ الاسلامي تصلح لتبييض جبينه المثقل بالأخطاء والذنوب التي اقترفتها يداه طيلة حياته المليئة بمجون الدنيا ولهوها، لكنه لا يوفق في قراءة نص قرءاني واحد لأن لسانه الذي اعتاد الكلام الفاسق وحياته التي أفناها بعيدا عن الله تأبى أن تطاوعه ليستغل دين الله، فنجهده يزيد الطين بلة ويجر على نفسه سخط المغاربة ويؤكد بالدليل أن جبة الورع والتقوى لا تليق به مهما حاول ارتداءها.
الجميع يعرف أن النقيب السابق والوزير السابق، محمد زيان، الذي يدعى أنه ليبرالي في مبادئه وفكره، عاش حياته أيضا كليبرالي لا يعترف بحدود الله ولا دينه، كما أن فساده لم يقتصر على ما حرم الله، بل تجاوزه ليشمل مناصبه السابقة كمحام ووزير وسياسي، حيث اغتنى من وراءها وحصل على مزايا لا حصر لها، وحينما تغير الوضع في العهد الجديد وتم قطع الريع عنه (حبسو عليه البزولة) لبس جبة المعارض والمناضل وأطلق العنان للسانه الذي لا يملك غيره وأراد أن يفرض نفسه في المعادلة الجديدة عنوة، لكن القطار يمضي للأمام ولكل زمان رجالاته، وهو ما لم يستسغه زيان اليبرالي.
غلطات الرجل الثمانيني كثرت في حق نفسه أولا، فرجل في مثل سنه كان الأجدر به أن يحترم نفسه، وفي حق زبائنه من النساء التي تحرش بهن وسن مبدأ المرافعة مقابل الجنس، وفي حق مهنة المحاماة التي لطخ سمعتها وأهان شرفها برعونته وصبيانته رغم الشيب الذي غطى رأسه، وفي حق الشعب المغربي بسبب ما اقترفه عندما كان محسوبا على النظام أو عندما “قلب الفيستة”، وأخير في حق القرءان الكريم الذي يخطأ في قراءته ويغير بذلك معانيه بكل صفاقة.
فهل سنسمع قريبا زيان يتلو علينا ترهات مسيلمة الكذاب، ‘الفيل وما أدراك ما الفيل، له ذنب طويل، وله خرطوم طويل..”، أو “يا ضفدع يا ابنة ضفدع، نقي ما تنقين..”، فقد بلغ به الكذب والنفاق مبلغه، حتى صار يخطئ في كلام الله، ولو أنه أفنى القليل من وقته في حياته السابقة في قراءة شيء يسير عن القرءان وعظمته لتعلم أنه إذا خاف الخطأ في آية من الآيات أو لم يتذكر الآية كلمة كلمة فإنه يقول جملة بسيطة وهي “قال الله تعالى فيما معناه”، ويذكر معنى الأية عوض الافتراء على الله.