أنا الخبر ـ متابعة
خطوة إسبانية “غير مقبولة” على الحدود الوهمية مع المغرب، حيث تتجِّهُ إسبانيا إلى تكثيف وجود سفنها الحربية قرب سواحل مليلية المحتلة وفي الطرق البحرية المؤدية إلى الجزر الجعفرية بسبب المزارع السمكية التي أنشأها المغرب قرب الجُــزُر الجعفرية.
واعتبرت صحيفة “confidencial digital” أن “مياه سبتة و مليلية أصبحت مسرحًا لحرب مواقف أو إشارات بين إسبانيا و المغرب، وهو ما حدث، بحسب توصيفها، في الجزر الجعفرية، وقد بدأ يحدُث مع مليلية”.
وكشفت مصادر عسكرية لـ”confidencial digital” أنه “على مدار عدة أسابيع على الأقل، تلقّت السفن البحرية الإسبانية تعليمات لتكثيف وجودها في المياه المُحيطة بمليلية، وعلى الطرق البحرية التي تربط المدينة المتمتعة بالحكم الذاتي بشبه الجزيرة الأيبيرية”.
ولفتت الانتباه إلى أن إسبانيا قامت بـ”تبني تعزيز الوجود العسكري البحري في هذه المنطقة بعد أن طرح المغرب مناقصة لتركيب مزرعتين للأسماك في المياه القريبة من الطريق تلِجُها العبارات التي تبحر بين مليلية وألمريا”.
وكشفت الصحيفة ذاتها وفق “آشكاين“، أن سفنا حربية إسبانية مختلفة تشارك في هذه المهمات في المياه القريبة من مليلية المحتلة، مثل زورقي الدوريات من فئة “ديسكوبيرتا”، وهما “إنفانتا إلينا” و”إنفانتا كريستينا”، اللذان يبحران أيضًا ويُقدمان الخدمة لحاميات عسكرية تقع في الجزر والصخور المغربية المحتلة المُقابلة لسواحل مليلية والتي تعتبِرُ إسبانيا أنها “تدخل ضمن سيادتها”.
وأضاف المصدر نفسه، أن “إنشاء المزارع السمكية التي سمح بها المغرب قرب الجزر الجعفرية يمكن أن يتداخل مع المسار البحري الذي تتبعه العبّارات، على الأقل تلك التي تربط مليلية و ألمريا”.
وخلُصت الصحيفة إلى أن “مرور السفن البحرية عبر تلك المنطقة، سيسمح بمراقبة ما إذا كان هناك تقدم ملموس في بدء تشغيل المزارع السمكية التي يُخطِّط المغرب لإقامتها، وإعطاء إنذار إذا كان هناك أي تقدم كما يروج”.
يأتي هذا بعد يوم من لقاء وزير خارجية إسبانيا بنظيره الأمريكي في واشنطن، تدارسا خلاله “السُّبل الممكنة لتوحيد الجهود لحلِّ نزاع الصحراء المغربية”، كما أن التحرك العسكري الإسباني قُبالة سواحل مليلية جاء بعد أيامٍ قليلة من دعوة ملك إسبانيا المغرب للصُّلح، والسير معا من أجل بداية صفحة جديدة، بُغية حلِّ الأزمة الدبلوماسية غير المسبوقة بين البلدين والتي تفجرت في أبريل من العام الماضي، بسبب استقبال إسبانيا زعيمَ جبهة البوليساريو فوق أراضيها بغرض “العلاج” دون إخطار المغرب.