رغم أن المثل يقول أنه “من الغباء فعل نفس الشيء مرتين بنفس الأسلوب ونفس الخطوات وانتظار نتائج مختلفة”، فعلى نفس خطى الكوبل مومني يسير الكوبل فيلالي، دنيا وعدنان، خطوة خطوة، بدءا من النصب على المواطنين إلى محاولة التقرب للدولة والتعياشيت ثم محاولات ابتزازها، وانتهاء بالتحول إلى معارضة اليوتيوب ووسائل التواصل الاجتماعي بعد فشلها في نيل مرادها، وبعدها تأتي مرحلة الإشاعة والبروباغندا لصنع ضحية للنظام من خلال اختلاق ضغوطات وهمية تتراوح بين التحرش والتهديد وسيناريوهات التعذيب أو محاولات القتل.
ويسهل التنبؤ ما سيحدث مع الكوبل فيلالي بعد ذلك بتتبع الخطوات السابقة للمومني، خصوصا بعد حلولهما بفرنسا، لأنه لا يوجد أفضل من الإعلام الفرنسي لبروباغندا خرافة النضال الوهمي لأي كان مادام المستهدف هو المغرب، فالعقدة مستمرة، حيث ستحل دنيا وعدنان على عدد من المنصات الاعلامية للترويج لأكاذيب الظلم والغبن التي تعرضا لها من طرف النظام المغربي، وسيتم التركيز بطبيعة الحال على دنيا فيلالي باعتبارها الحلقة الأضعف لجلب التعاطف، ويستغلان الفرصة لطلب اللجوء السياسي خوفا على حياتهما الغالية.
يستمر السيناريو المكشوف من خلال الترويج لكتاب سينشره الكوبل فيلالي يحكيان فيه عن الأيام السوداء التي مرت عليهما، على شاكلة كتاب المومني «l’homme qui voilait parler au roi»، وبالرغم من أن الكوبل فيلالي متأكدان من فشل توزيع الكتاب، إلا أنها خطوة ضرورية لترسيخ المظلومية بغرض طلب الجنسية الفرنسية، ولربما في حالة انفعال على بلاطو قناة فرنسية سيقدم عدنان أو دنيا على تمزيق جوازي سفرهما المغربين، رغم أنه من المؤكد أن زكريا نصحهما بألاَّ يقدما على ذلك لأنها كانت سقطة وجرت عليه وبالا كبيرا.
ويبقى الجزء المهم والأخطر في سيناريو صنع شخصية المعارض الوهمي أن الثنائي فيلالي سيعرضان خدماتهما وتعاونهما على المخابرات الفرنسية في محاولة لتبييض صحيفتهما المليئة بالإساءة للدولة الفرنسية ولنظامها وحكامها، فلطالما وصفاه، عبر صفحاتهما على منصات مواقع التواصل الاجتماعي، بالدولة الديكتاتورية والاستعمارية التي تشجع الميز العنصري وتساند اسرائيل الصهيونية وتكرس الاسلاموفوبيا وتضطهد الأقليات، ورغم أن الثنائي سارعها لمسح هذه التدوينات والكتابات لكنه لسوء حظهما فالأنترنيت يحتفظ بماضيهما السليط.
يبدو أن الخبير المغمور زكريا مومني يأخذ بيد المبتدئة دنيا فيلالي ويقودها بين دروب رحلة الصعود إلى الهاوية، معتمدا على الخطة التي وضعتها زوجته السابقة تالين ساركيسيان في بحثها لنيل شهادة الماستر بعنوان:«la fabrication de la figure de la victime dans la communication des ONG de défense des droits de l’homme» والتي كان فيها زكريا مومني فأر التجارب، ورغم أن التجربة انتهت بفضيحة مدوية للنصاب والمبتز زكريا إلا أنه لا مانع من تكرار التجربة على فأرة جديدة.