أنا الخبر ـ متابعة
ألقى الملك محمد السادس خطابا ملكيا، اليوم 6 نونبر الجاري، بمناسبة الذكرى 46 للمسيرة الخضراء، والتي أكد خلالها على أن المغرب “لن يتفاوض على صحرائه ولم يكن يضعها من قبل في خانة التفاوض”، وأن الحل الأنسب هو ما طرحه المغرب في “العملية السياسية، نحو حل نهائي، مبني على مبادرة الحكم الذاتي، في إطار السيادة المغربية”.
ولم يشر الملك المحمد السادس في خطاب اليوم للتوتر المتصاعد مع الجزائر، والذي جاء نتيجة تصعيد مترادف من الجزائر تجاه المغرب وتلويحها المستمر بالحرب، واتهامها للمغرب بقتل 3 جزائريين وهي الأخبار التي نفتها المينورسو بعد حلولها بالمنطقة، وأكدت أن الشاحنتين تم حرقهما ولم يتعرضا للقصف ولم توجد بالقرب منهما أي جثث، فما هي الرسائل الخفية الممكن استنباطها من الخطاب الملكي في ظل السياق الذي تشهده المنطقة.
وفي هذا السياق، أوضح أستاذ العلاقات الدولية و الخبير في الشؤون الأمنية وتسوية النزاعات، عصام لعروسي، أن “الخطاب الملكي أكد على الأبعاد الحقيقية الدبلوماسية المغربية المرتكزة على عدالة القضية ومرجعيتها التاريخية، وسلمية الحلول والارتكان للتسوية الأممية والتنسيق مع المينورسو، ثم التأكيد على مقترح الحكم الذاتي كأرضية مناسبة للحل السياسي”.
وأكد العروسي، في تصريحه لـ”آشكاين”، على أن الملك “لم يُرِد ذكر الجزائر في الخطاب وهو تأكيد على المنحى السلمي وسياسة ضبط النفس وعدم التصعيد العسكري، والرغبة في العودة إلى الاتحاد المغاربي من خلال تحية كل دول المغرب العربي”.
وأضاف المحلل السياسي نفسه، أن “جلالة الملك أكد على أن الخيار السلمي هو الأنسب، وأن الحل السياسي سوف يتم من خلال مبادرة الحكم الذاتي”.مشيرا إلى أن “الخطاب الملكي يتحدث عن ذكرى المسيرة الخضراء، وعن عدالة قضية الصحراء المغربية بمرجعية تاريخية، والتأكيد على مغربية الصحراء وأن المغرب لا يقبل التفاوض عليها”.
ولفت محدثنا الانتباه إلى أن الخطاب الملكي “لم يرد الدخول في سياق التصعيد الجزائري ضد المغرب في الآونة الأخيرة، وأن يتحدث عن موقف الدول المناوئة، بل تحدث عن قضية الصحراء وعن فتح القنصليات والسفارات والاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، وعن الديموقراطية المحلية التي شهدت مشاركة سياسية كبيرة من قبل الناخبين والمنتخبين في الأقاليم الصحراوية”.
وتابع أن “الخطاب الملكي أراد من خلاله الملك أن يوصل رسالة مفادها أن قضية الصحراء لا تفاوض بشأن مغربيتها ولا جدال فيها، علاوة على التركيز على الحكم الذاتي كآلية أساسية للحل”.
“كما تضمن الخطاب”، يورد المتحدث “رسائل تطمينية لدول العالم، وتحية لدول المغرب العربي، وهو يريد أن يقول أن مبدأ الاستقرار هو الأصل، وأن أي تصعيد هو مرفوض من أي دولة كانت، وخاصة إذا كان من قبل الجزائر”.