أنا الخبر ـ متابعة
رفض زعيم جبهة “البوليساريو” الانفصالية، إبراهيم غالي، الحديث عن تفاصيل دخول إلى الأراضي الإسبانية في أبريل الماضي وعن كيفية وصوله إلى المستشفى بمدينة لوغرونيو بواسطة هوية مزورة، وذلك في أول تفاعل له مع هذه القضية في ندوة بالجزائر عشية اليوم السبت، والتي ركز فيها على خطورة وضعه الصحي عندما أدخل إلى إسبانيا، وذلك في الوقت الذي لا تزال فيه وزيرة خارجية مدريد السابقة تواجه التبعات القضائية لهذا القرار.
وفي لقاء أصر فيه على الحديث بالإسبانية تفاعلا مع الأزمة التي تسبب فيها دخوله بواسطة طائرة جزائرية يوم 18 أبريل 2021 عبر مطار عسكري في مدينة سرقسطة، والتي أفضت إلى متابعة وزيرة الخارجية المُقالة، أرانتشا غونزاليس لايا، باعتبارها متهمةً، كونها هي التي وجهت تعليمات دخوله، قال غالي وفق ما كتبته “الصحيفة”، إنه كان في حالة صحية حرجة لذلك جرى إدخاله إلى المستشفى، مضيفا أن الأهم هو أنه شفي الآن وهو على قيد الحياة.
وتفادى زعيم “البوليساريو” الحديث عن تفاصيل دخوله إلى إسبانيا ووصوله إلى المستشفى باعتباره “نقاشا مغلوطا”، مفضلا عدم التفاعل من المعطيات التي تؤكد استعماله هوية جزائرية مزورة تغير فيها اسمه إلى “محمد بن بطوش”، والتي كشفت التحقيقات القضائية أنها استُعملت من أجل ضمان دخوله إلى مستشفى “سان بيديو” حيث لبث إلى حدود يوم 1 يونيو 2021، تاريخ الاستماع له عن بعد من طرف المحكمة العليا في مدريد ثم ترحيله صوب الجزائر.
ويأتي ذلك تزامنا مع قرار قاضي التحقيق في ملف شبهات الدخول غير القانوني لغالي إلى الأراضي الإسبانية عدم إغلاق القضية بسبب وجود دلائل حول ارتكاب عدة مخالفات قانونية تصل إلى درجة جرائم، بما في ذلك جريمة “التزوير”، والتي باتت لايا المتورطة المحتملة الأولى فيها رغم إصرارها على أن الأمر كان قانونيا، حيث تستند المحكمة إلى عدة دلائل مادية من بينها رسائل نصية صادرة عن مدير ديوانها، إلى جانب شهادة هذا الأخير ومسؤولين عسكريين.
وأمام قاضي محكمة سرقسطة، اعترف مدير ديوان لايا وساعدها الأيمن، كاميلو فيارينو، الذي أعفي بدوره من مهامه على خلفية هذه الفضيحة من طرف وزير الخارجية الخالي، خوسي مانويل أباريس، أن التوجيهات التي أعطاها لنائب رئيس أركان القوات الجوية الإسبانية بفتح المطار العسكري أمام الطائرة الجزائرية كان تُقل غالي، وعدم التحقق من هويته باعتباره “شخصية دبلوماسية”، كانت خلفها وزيرة الخارجية السابقة.