أنا الخبر ـ متابعة
مازال الموقف الأمريكي حول مغربية الصحراء يتأرجح بين الوضوح الساطع المناصر للوحدة الترابية للبلاد أحيانا، وبين الضبابية أحيانا أخرى، إذ يميل هذا الموقف إلى استعمال توصيفات لم تعد مقبولة منه في هذا الجانب.
فبعد الاعتراف الذي وصفه مراقبون بـ”التاريخي” في ملف الصحراء المغربية، في 10 من دجنبر 2020، والذي أعلنت عنه أمريكا بموجب مرسوم رئاسي في الأيام الأخيرة من ولاية الرئيس الأمريكية السابق دونالد ترامب، خرج وزير الخارجية الامريكية أنتوني بلينكين، أمس الأربعاء 6 أكتوبر الجاري، بتصريح غريب ينافي الاعتراف المذكور لبلاده، مهما بدت مسوغاته.
وقال بلينكن، في تغريدة على حسابه الرسمي في موقع “تويتر”،تعليقا على تعيين “دي ميستورا” مبعوثا أمميا جديدا للصحراء، (قال) “أرحب بإعلان المبعوث الشخصي الجديد للأمم المتحدة للصحراء التي وصفها بـ”الغربية” ستافان دي ميستورا”.
وأكد المسؤول الأمريكي البارز، في نفس التغريدة وفق ما كتبته “آشكاين”، على أن “الولايات المتحدة الامريكية تؤيد قرارات الأمم المتحدة بخوص العملية السياسية في الصحراء التي وصفها مرة ثانية بـ”الغربية”، لتعزيز مستقبل سلمي ومزدهر لشعوب المنطقة”.
خرجة بلينكن الأخيرة هذه، أثارت الكثير من التساؤلات من وزير خارجية دولة اعترفت بشكل رسمي وعبر مرسوم رئاسي بمغربية الصحراء، ما يعيد إلى الواجهة تساؤلا رافق الموقف الأمريكي طيلة فترة ما بعد الاعتراف، هول: هل تراجعت أمريكا عن اعترافها بمغربية الصحراء؟، ام أن الخارجية الأمريكية ستتدارك موقفها كما فعل الرئيس الأمريكي جو بايدن، في وقت سابق، حينما سارع إلى حذف تغريدة له تتضمن صورة لخريطة المغرب مبتورة بعد الجدل الذي رافق ذلك.
وجاء تعليق المسؤول الأمريكي تفاعلا مع الإعلان الرسمي للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أمس الأربعاء، عن تعيين الإيطالي ستيفان دي مستورا مبعوثا شخصيا له إلى الصحراء المغربية خلفا للمبعوث المستقيل هورست كوهلر، وذلك في مؤتمر صحفي عقده ستيفان دوجاريك المتحدث الرسمي باسم غوتيريش بالمقر الدائم للأمم المتحدة في نيويورك.
جدير بالذكر ان الولايات المتحدة الأمريكية كانت قد اعترفت، في 10 من دجنبر 2020، بمغربية الصحراء في مرسوم رئاسي وقعه الرئيس الأمريكية السابق، دونالد ترامب، والذي رافقه توقيع اتفاق ثلاثي بين أمريكا والمغرب وإسرائيل يقضي بالإضافة إلى الاعتراف الأمريكية بسيادة المغرب الكاملة على صحرائه، بتطبع المغرب لعلاقتهما الثنائية.