أنا الخبر ـ متابعة
قالت “الصباح” في عددها الجديد، إنها حصلت على نسخة تقرير سري للمعهد الألماني للشؤون الأمنية الدولية، تضمن مقترحات خطة ألمانية، دعما للجزائر، في محاولاتها لعرقلة التوجه المغربي نحو إفريقيا.
ووصف التقرير المنجز تحت عنوان “التنافس المغاربي على إفريقيا جنوب الصحراء: الجزائر وتونس تسعيان لمواكبة المغرب”، صعود أسهم المغرب في القارة، بأنه يشكل صدمة للجزائ، التي تضاءل نفوذها بشكل كبير، عكس ما كانت تتمتع به من نفوذ في أجزاء كبيرة من إفريقيا جنوب الصحراء، خلال العقود الأولى بعد استقلالها في 1962، بسبب دعمها العسكري واللوجستي والمالي للحركات المسلحة وقوة تعاونها الإنمائي الوثيق مع الدول الأفريقية المستقلة حديثا وتحكمها في حركة عدم الانحياز .
ودعا التقرير دول الاتحاد الأوربي إلى صد التقدم المغربي بدعم الجزائر التي أصبحت تواجه صعوبات جمة أخلت بموازين قوى مطلوب استمرارها في المنطقة، لذلك وجب مساعدتها حتى لا تخلى الساحة بالكامل للمغرب، والعمل على مساعدة النظام الجزائري في مواجهة تحديات الأمن الخارجي، خاصة عدم الاستقرار في مالي والفوضى في ليبيا وضغوط الهجرة على حدودها الجنوبية والوجود العسكري الأوربي والأمريكي في منطقة الساحل.
وسجل التقرير أن الحرب الأهلية الجزائرية في التسعينات، التي تزامنت مع نهاية الحرب الباردة، أدت إلى فشل الجزائر في استعادة عظمتها المفقودة وسياسة “العمق الإستراتيجي “في إفريقيا، لكنها حافظت، مع ذلك، على دور مهم داخل مؤسسات الاتحاد الإفريقي، ونجحت في وساطات داخل نزاعات إفريقية، إلا أن إسهامها ظل متواضعا رغم امتلاكها موارد مادية كبيرة وضع جزء كبير من مداخيلها تحت تصرف الدبلوماسيين دون جدوى.
ورصد التقرير أن جائحة “كوفيد 19” نقلت حرب العلاقات مع إفريقية جنوب الصحراء إلى أولوية أجندة بلدان المغرب العربي، مسجلا أن المغرب هو الدولة المغاربية ذات السياسة الأكثر تطورا في جنوب الصحراء، الأسرع وصولا إلى أسواق جذابة تنمو في إفريقية، ما أصبح يشكل أحد مسببات الإحباط في وصول أوربا إلى بلدان جنوب الصحراء، وإدامة الجمود في المنطقة المغاربية.