أنا الخبر ـ متابعة
واجه النظام الجزائري، تعبير المغرب عن استعداده لإرسال طائرتين من طراز “كانادير” للمشاركة في إطفاء الحرائق المشتعلة منذ أيام بمنطقة “القبائل”، بالصمت ونوع من التجاهل، إذ تحاشى الإعلام الجزائري، بما فيه الرسمي بالجارة الشرقية، الحديث عن المبادرة المغربية، عكس مبادرات مماثلة عبرت عنها دول أخرى.
وأعلنت وزارة الخارجية المغربية، أمس الأربعاء، أن الملك محمد السادس، أعطى تعليماته لوزيري الداخلية والشؤون الخارجية، من أجل التعبير لنظيريهما الجزائريين، عن استعداد المملكة المغربية لمساعدة الجزائر في مكافحة حرائق الغابات التي تجتاح العديد من مناطق البلاد، في انتظار موافقة السلطات الجزائرية.
ولم يجد خبر إعلان المغرب وضع طائرتين من نوع “كاندير” المتخصصة في إطفاء الحرائق رهن إشارة لإخماد عشرات الحرائق المشتعلة منذ أيام، (لم يجد) مكانا له في الإعلام الرسمي الجزائري، والذي اكتفى بالصمت، في إشارة منه، إلى أن النظام الجزائري يرفض مساعدة المغرب.
هذا الصمت فسره، الإعلامي الجزائري نصر الدين حديد، في تصريح لموقع TRT عربي، بـ”الأزمة القائمة بين البلدين، وهذا واضح كونه لا يوجد تفسير آخر سوى أن العلاقات لا زالت متوترة بين البلدين، وهناك تجاهل متبادل من الطرفين”.
ويضيف متحسراً بأنها “صراعات الأنظمة دائماً يدفع ثمنها الشعوب وهذه قاعدة”. الجزائر لم تتفاعل مع أي مساعدات عرضت عليها لمكافحة النيران وليس فقط من المغرب، هذا ما أكده الصحفي الجزائري فاروق حركات، موضحا بأن الجزائر اتفقت مع الاتحاد الأوروبي لكراء طائرتين من نوع “كانداير” للمساهمة في إخماد الحرائق”.
مشدداً في حديثه مع الموقع المذكور على أن “الجزائر استأجرت الطائرتين، وليس كما روج الرئيس الفرنسي ماكرون على أنها مساعدات من قبله”.
ومن جهته، فسر الصحفي الجزائري حمزة عتبي عدم تفاعل السلطات الجزائرية مع أي من عروض المساعدات التي قدمتها لها دول الجوار بأنه عائد إلى “ذهنية النظام الجزائري وكبرياء قادته وترسبات الماضي لا تسمح لهم بقبول مساعدات من بلد يُنظر اليه على أنه يقف وراء إلحاق الضرر بهم”.
وأرحع مولود صياد تأخر تفاعل الجزائر مع عرض المغرب ليد المساعدة في إخماد الحرائق إلى أن السلطات الجزائرية “لم تهضم بعد تحركات الممثل الدائم للمملكة لدى الأمم المتحدة، عمر هلال، بخصوص مذكرته حول تقرير مصير منطقة القبائل”.
لكن بالمقابل يرى الصحافي الجزائري بأن “هذا شيء لا يبرر تصرفات السلطات، لأن الأمر متعلق هنا بإنقاذ أرواح الناس المهددة بالحرائق، كما أن على الطرفين في خضم هذا الظرف الإنساني أن يتناسيا خلافاتهما وأن تتضافر الجهود من أجل إخماد النار”.
وفي لاسيقا ذاته، قال الباحث في الشؤون المغاربية والأديب الجزائري سعيد هادف لـTRTعربي إن عروض المغرب خلفت وسط المجتمع الجزائري حالة من الترقب، إذ يقول: “حينما ذاع خبر العرض المغربي عاش الجزائريون حالة ترقب، وتساءلوا: كيف سترد السلطة الجزائرية على هذا العرض التضامني الذي يمليه الجوار والأخوة؟ وهناك من استبشر خيراً راجياً أن يكون الرد الجزائري إيجابياً، وقد يفتح حالة انفراج بين البلدين”.