أنا الخبر ـ متابعة
يبدو جليا أن الحكومة الإسبانية مستعدة لفعل أي شيء حتى تبقي النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية قائما أبد الدهر، ذلك ما يفسر سبب السعار الذي أصابها مباشرة بعد اعتراف الولايات المتحدة بسيادة المملكة على أقاليمها الجنوبية، حيث كشرت عن أنيابها وأظهرت وجهها القبيح، إذ اختارت التحالف مع الشيطان نفسه، في هذه الحالة نظام العسكر الجزائري ودميته البوليساريو، لمنع المغرب من التحرر من نقطة ضعفه الوحيدة، وهو ما أصبح وشيكا بفضل الخطوات الاستراتيجية المدروسة التي خطتها الرباط بقيادة الملك محمد السادس.
فبعد مطالبة الولايات المتحدة بسحب اعترافها بمغربية الصحراء، والتي باءت بالفشل، واستقبالها لزعيم البوليساريو نكاية بالمغرب والتي انقلبت ضدها، قررت الحكومة الإسبانية عدم المشاركة هذه السنة في مناورات الأسد الأفريقي، والتي اعتاد المغرب تنظيمها بحضور الولايات المتحدة وعدد من الدول الأخرى، وذلك لكون الرباط وواشنطن اتفقتا على أن تحتضن منطقة المحبس جنوب المملكة لشطر منها لأول مرة، كتعبير صريح على أن إدارة بايدن تعتبرها جزءا من التراب الوطني.
هذه المناورات التي ستبدأ في ظرف عشرة أيام تجري كل سنة، وتشارك فيها تسع دول من أوروبا وأفريقيا بعدد جنود يبلغ 7800، علاوة على 67 طائرة مقاتلة ودعم لوجستي من سفن حربية.
واعتاد الحيش الإسباني المشاركة في هذا المناورات منذ سنوات لاسيما وأنه عنصر رئيسي في مكافحة الإرهاب في منطقة الساحل، ولكن هذه المرة رفضت الحكومة المشاركة، وبررت وزارة الدفاع القرار بعدم وجود ميزانية خاصة لذلك، ونقلت جريدة الباييس تفسيرا آخر عن مصادرها الحكومية، إذ أكدت أن قرار الرفض يعود الى إجراء شطر من هذه المناورات في منطقة المحبس، علما أنها كانت تجرى فيما قبل بمنطقة طانطان.
هذا ومن المتوقع أن يصعد المغرب من مواقفه ضد إسبانيا في قادم الأيام، إذ لم يستبعد عدد من الخبراء أن تعلن الرباط عن قطع علاقتها مع مدريد بشكل تام، وما يعنيه ذلك من تجميد للتعاون الأمني بين الطرفين، وهو ما يخشاه مسؤولون كبار بالجارة الشمالية. (أخبارنا)