أنا الخبر ـ متابعة
بينما يتعافى إبراهيم غالي، زعيم جبهة البوليساريو، من كوفيد -19 في مشفى إسباني، تخطط جماعته لتهريبه “في الأيام المقبلة” من هذه البلاد، بالرغم من تحذير السلطات المغربية لنظيرتها الإسبانية من قيامه بذلك، دون أن يواجه لائحة التهم التي تلاحقه.
سالم لبصير، الذراع اليمنى لغالي، قدم مقابلة إلى صحيفة “OK diario”، من داخل المستشفى حيث يرقد زعيم البوليساريو، ولم يتردد في القول “إن رئيسه لن يمثل أمام أي قاض” بشأن التهم الموجهة إليه. وأضاف: “لماذا سيذهب أصلا”. وبشكل صريح أجاب لبصير عندما سئل عما إذا كان زعيمه سيمثل يوم فاتح يونيو أمام قاض بناء على الاستدعاء الموجه إليه” “كلا، لن يفعل ذلك أيضا”.
وقال كذلك إن غالي “سيغادر المشفى في غضون أسبوعين على أقصى تقدير”، وسيغادر إسبانيا. مؤكدا أن زعيمه يتعافى “ويستطيع الحديث”.
ومن شأن مضي البوليساريو في هذا التخطيط، ضخ المزيد من التوتر في العلاقات بين المغرب وإسبانيا.
وتؤكد السلطات المغربية أن زعيم الجبهة المدعومة من الجزائر دخل إسبانيا “بشكل احتيالي وبوثائق مزورة وهوية منتحلة”، وقد دعت الجمعة إلى تحقيق “شفاف” في ظروف استقباله الذي بررته مدريد بـ”أسباب إنسانية”.
وتحولت القضية إلى أزمة بين البلدين بعد تدفق نحو 10 آلاف مغربي إلى سبتة الأسبوع الفائت.
وقال بوريطة إن السماح لغالي “بالعودة والالتفاف على القضاء الإسباني وتجاهل الضحايا سيكون بمثابة دعوة للتصعيد”.
ووفقا للوزير فإن تجنب “التصعيد” يمر بإجراء تحقيق “شفاف” حول ظروف دخوله إلى إسبانيا و”الأخذ في الاعتبار الشكاوى المقدمة ضده “بتهمة “التعذيب” و”انتهاكات حقوق الإنسان” و”الاختفاء القسري”.
وشدد على أن ذلك يمثل “اختبارا للشراكة الاستراتيجية” التي تربط البلدين، خاصة فيما يتعلق بمكافحة الهجرة غير الشرعية.
ولا يبدو أن السلطات الإسبانية تملك موقفا صلبا إزاء المطالب بتحويل غالي إلى التحقيق، ولقد صرحت وزيرة الخارجية في هذه البلاد أن غالي “حر في مغادرة البلاد متى شاء… لكن إذا كان يتعين أن يقدم أجوبة بخصوص تهم ما، فإن السلطات الإسبانية تتمنى أن يلتزم بذلك”. وهذه صيغة مرنة تصدر عن السلطات الإسبانية، وهي وفق مراقبين، تشير إلى عدم وجود رغبة سياسية في تحويل زعيم البوليساريو إلى التحقيق. (اليوم 24)