أنا الخبر ـ متابعة
تستعد اسبانيا في حال بلغ الخلاف المندلع بينها وبين المغرب مستويات قياسية، من شأنها تجميد أوجه التعاون الاقتصادي بين البلدين، اتخاذ جملة تدابير احترازية لمواجهة النقص الكبير الذي ستشهده على مستوى إمدادات الغاز الطبيعي الآتية من الجزائر، خاصة الشق القادم منها عبر الأنبوب المغربي “حاسي الرمل – قرطبة”، الذي ضخ في الخزينة المغربية، حسب تقارير إدارة الجمارك والضرائب المغربية، نحو 51 مليون دولار سنة 2020، ومنها تحويل الاهتمام لزيادة صبيب الأنبوب الثاني “حاسي الرمل – عين تيموشنت – ألميرية” المفتتح حديثاً، خاصة وأن العقد الخاص بالأنبوب المغربي – الجزائري سينتهي خلال سنة 2021، مما يطرح تساؤلاتٍ بخصوص إمكانية تجديده في ظل الأزمة التي تعصف بالعلاقات بين الرباط والجزائر.
وحسب ما أوردته وسائل إعلام أوروبية، فإن شركة “naturgy” الإسبانية التي تستحوذ على واردات الغاز الإسبانية، قد سلكت نهجاً منذ مدة، تسعى من خلاله إلى تركيز معاملاتها مع “سوناتراك” الجزائرية على أنبوب “عين تيموشنت”، تحسباً لوقوع الأسوأ في حال تدهورت الأوضاع السياسية بين الاطراف الثلاثة “المغرب واسبانيا والجزائر”، لتفتح الأبواب أمام تساؤلات تُرجح إمكانية إقفال الأنبوب المغربي، والتي سبق وفنّدها بنوع من عدم الثقة، وزير الطاقة الجزائري مصطفى قيطوني سنة 2018، ليُقرّ حينها “أن المغرب لن يُمدِّد فقط عقد استيراده الغاز الجزائري عبر أنبوب “حاسي الرمل – قرطبة”، بل سيسعى أيضاً إلى امتلاكه”، قبل تأكيده “على نية الجزائر التركيز على خطها الجديد الذي لا يمر من المغرب، والذي سيُمكن الجزائر من مدّ أوروبا عبر اسبانيا بـ 8 مليارات متر مكعب من الغاز المُسال”.
وتورد ذات المصادر، أن اسبانيا قد وجدت في الجزائر حليفا سيُمكّنها من تجاوز الخصاص في مجال الطاقة، خاصة في فصول البرد، غير أنها اعترفت في المقابل، بكون الأزمة السياسية التي تربط المغرب بالجزائر واسبانيا، لن يكون لها كبير أثرٍ على التعاون الاقتصادي بينها، كون هذا القطاع ككل، ينأى عن القلاقل السياسية، نظرا لارتباطه جيوسياسياً بقوى اقتصادية أكبر مثل الاتحاد الأوروبي، أو الولايات المتحدة أو الصين، والتي لا تسمح عادة بأي نقص في إمداداتها الطاقية، خاصة لدى ارتباطه بأزمات سياسية غير ذات صلة بالاقتصاد، قبل تأكيدها من جهة أخرى، على أن الجزائر ستفاوض المغرب بخصوص أسعار تصدير الغاز من موقع قوة، باعتبار أنه بعد تدشين خط الغاز الجديد، ستكون إمدادات الغاز الجزائرية إلى اسبانيا مضمونة بشكل شبه كامل، مما لا يستدعي الأعتماد الكلي على أنبوب الغاز المار عبر المغرب. (آشكاين)