أنا الخبر ـ متابعة
في خضم الأنباء التي تتحدث عن اعتزام المغرب إعادة تعمير منطقة الكويرة الواقعة في أقصى الأقاليم الجنوبية وبسط سيادته عليها، في إطار متغيرات على الأرض انطلقت منذ تحرير معبر “الكركرات” الواقع بين المملكة المغربية وموريتانيا، في 13 نونبر من 2020، وهو الأمر الذي أثار ردود أفعال كثيرة خاصة في موريتانيا.
وفي هذا الصدد، أعادت صحيفة موريتانية، مساء، نشر مقابلة إذاعیة تم إجراؤھا وبثھا یوم 8 شتنبر 1960، أي قبل إعلان استقلال بلاد شنقيط بنحو ثلاثة أشھر، رد الرئیس الموريتاني الأسبق المختار ولد داداه حينها على سؤال صحفي “هل موريتانيا جزء لا يتجرأ من التراب المغربي، خاصة أن المغرب عارض استقلالها وسعى إلى اعتبارها جزءا من المملكة المغربية، ونجحت الرباط في الحصول على دعم بعص الدول العربية، وشنت معركة دبلوماسية من أجل الحيلولة دون اعتراف المجتمع الدولي بموريتانيا.
ونقلت صحيفة “أقلام” الموريتانية، عن المختار ولد داداه، قوله “إن الحجج التاریخیة في ھذا المجال لا تساوي شیئا على الإطلاق، إذ لا یمكن في عالم العلاقات الدولیة المعاصر بناء ادعاء على أساس مبررات من التاریخ”، حسب قوله.
وتساءل المختار ولد داداه، الذي يعتبر أول رئيس لموريتانيا، “ماذا سیقول الفرنسیون والألمان إذا ما احتج الإسبان بالماضي وأشاروا إلى فترة معینة من التاریخ وقالوا إن شارلمان (المعروف أیضاً باسم شارلكان أو شارل الكبیر)، وكذلك شارل الخامس، قد بسط سیطرتھ على معظم أوروبا ذات یوم، مما یجعل فرنسا أو ألمانیا الحالیة جزءاً من إسبانیا أو تابعاً لھا؟ إن الأساس التاریخي لحجج المطالبة المغربیة أساس خاطئ، یقول المختار، قبل أن یضیف: لم تفھم الإمبراطوریة الشریفیة طبیعة علاقتھا بموریتانیا؛ وأنھ إذا كانت منابر تینمبكتو قد عرفت الخطبة أو الدعوة للسلطان المغربي لبعض الوقت، وھي حقیقة تاریخیة لا ینكرھا أحد، فإن ذلك لم یحدث في موریتانیا قط، لا في وادان ولا في شنقیط ولا في أطار ولا في تججكة ولا في تیشیت ولا حتى في ولاتة..وھي المدن التاریخیة الموریتانیة التي كانت في ذلك الوقت مأھولة وتشكل مجال حیاة حضریة.
وأضاف “وإذا كان للحجة التاریخیة أن تكون مفیدة في عالمنا الحالي فإنھا بالأحرى ستكون لصالح موریتانیا، حیث لا یوجد أي مھتم بالتاریخ یجھل ملحمة المرابطین أو حقیقة كونھم موریتانیین غادروا محیط نھر السنغال، وخاصة المنطقة القریبة من عاصمتنا الجدیدة نواكشوط، لیعبروا الصحراء ویؤسسوا مدینة مراكش.
وأوضح “إن أشرنا إلى التاریخ وانطلقنا منھ، فإن موریتانیا ھي التي ینبغي أن تكون لھا مطالبات حیال المغرب، لكنھا لیست إمبریالیة ولا ترید مطلقاً التصرف على ھذا النحو”.
وفي أواخر نونبر عام 1960 استقلت موريتانيا عن فرنسا، وأعلن رئيسها الأول وهو المختار ولد داده ميلاد جمهورية موريتانيا الإسلامية، وفي 27 أكتوبرعام 1961 اعترفت الجمعية العامة للأمم المتحدة بالدولة الجديدة التي انضمت لجامعة الدول العربية عام 1973. (الأيام 24)