أنا الخبر ـ متابعة
يبدو أن التوتر الذي تعيشه العلاقات بين الرباط ومدريد على خلفية استقبال إسبانيا زعيم جبهة البوليساريو، بهوية جزائرية مزيفة، سيكون مقبلا على مزيد من التطورات إذ كشفت مصادر إسبانية، أن مدريد تتجه للتعامل مع إبراهيم غالي كدبلوماسي ومنحه الحصانة رغم خطورة الأفعال الجرمية، التي يتابع فيها أمام قضاء المملكة الإيبيرية.
ووفقا لما أورده موقع “إستريتشو نيوز”، الإسباني، فإن حكومة مدريد تتجه نحو التعامل مع زعيم البوليساريو بصفته “محمد بن بطوش”، الذي يحمل جواز سفر جزائري دبلوماسيا، وهو ما يعني تمتعه بالحصانة الدبلوماسية، معتبرا أنه يمكن اعتبار هذه الخطوة في حال أقدمت إسبانيا على أتخاذها بمنزلة رصاصة الرحمة على العلاقات المغربية الإسبانية، التي تعرف توترا كبيرا خلال الآونة الأخيرة.
وسمحت السلطات الإسبانية لإبراهيم غالي زعيم جبهة البوليساريو، بدخول أراضيها بهوية جزائرية مزيفة، بدعوى العلاج من فيروس كورونا، ما أثر على العلاقات بين الرباط ومدريد حيث تم إلغاء عدة لقاءات بين مسؤولين مغاربة وإسبان كان مقررا عقدها يومي 28 و29 أبريل الماضي في إطار اللجنة العليا المشتركة بين البلدين.
وسبق لفعاليات حقوقية أن رفعت سنة 2008 دعوى قضائية لدى محاكم إسبانية، تتهم فيها إبراهيم غالي إلى جانب 25 في جبهة البوليساريو بالضلوع في جرائم الاغتيال، العنف، الاعتقال القسري، الإرهاب، التعذيب والاختفاء.
وفي عام 2013، أصدر القاضي الإسباني بابلو روز، مذكرة قضائية وجهت الاتّهام بشكل رسمي إلى إبراهيم غالي، لكن زعيم البوليساريولم يمتثل للدعوى.
في ذات السياق، أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، أن “الرباط لا زالت تنتظر ردا مرضيا ومقنعا من طرف الحكومة الإسبانية بشأن قرارها السماح بدخول زعيم البوليساريو إبراهيم غالي.
وعبر بوريطة عن استياء الرباط من موقف الحكومة الاسبانية لاستقبالها غالي، وقال: “إن إبراهيم غالي ملاحق من قبل العدالة الإسبانية على خلفية جرائم الإبادة والإرهاب”، لافتا لى أن هذه القضية تمثل “اختبارا لمصداقية العلاقات بين البلدين وصدقها ومعرفة ما إذا كانت مجرد شعار بسيط، المغرب يدعم إسبانيا دائما في مواجهة الإنفصاليين الكاتالونيين”.
وووجه بوريطة سؤالا عن رغبة إسبانيا في التضحية بعلاقتها مع المغرب من أجل إبراهيم غالي؟، وأضاف: “إن إبراهيم غالي هو مغتصب وتمساح العبودية، والتعذيب، وجرائم الحرب، وتجنيد الأطفال، والإبادة الجماعية، وإسبانيا تعرف كل ذلك قبل أي شخص آخر”. (الأيام 24)