بقلم: جعفر الحر
السكتاوي يعترف “لا ندعي الكمال في حقوق الانسان”.. وفي نفس الوقت يدعو للاقتداء بأمنستي.. فهم تسطى!
وجد رئيس فرع منظمة العفو الدولية بالمغرب، محمد السكتاوي، نفسه في موقف محرج للغاية وهو يبرر انزلاقات وفضائح المنظمة المرتبطة بالتمييز العنصري والامتياز الأبيض الممارس داخل دواليبها، والتي نشرتها جريدة “الغارديان” البريطانية في مقال استقصائي، وكان له انعكاسات سلبية على سمعة المنظمة المشكوك في أمرها أصلا والمتهمة بالتمييز والمحاباة والكيل بمكيالين في تقاريرها.
فقد ساق السكتاوي مجموعة من المغالطات الواضحة في معرض رده على أسئلة إحدى المواقع الالكترونية المغربية، للتغطية على الفضيحة التي كشفت القناع الحقوقي لأمنستي، حيث أرجع افتضاح ممارسات التمييز العنصري لعملية الافتحاص الداخلي التي تقوم بها إدارة المنظمة بشكل دوري من تلقاء نفسها في إطار من الشفافية، وان المنظمة هي التي أخرجت للعلن نتائج هذا الافتحاص، وهو كذب بين بالرجوع لمقال الجريدة البريطانية !
بداية، فإن التحقيقات والافتحاص لم يبدأ داخل داواليب منظمة أمنستي بشكل تلقائي، إنما بعد ارتفاع الشكايات والأصوات المنددة بالتمييز العنصري من بعض من تعرضوا لهذه المعاملة الحاطة بهم بسبب عرقهم من طرف مديريهم التنفيذيين البيض، خصوصا على مستوى الأمانة الدولية التي مقرها لندن، وذكرت الجريدة ثمانية موظفين حاليين وسابقين في المنظمة، والذين أصدروا بيانًا دعا كبار المسؤولين إلى التنحي، وذكرت الجريدة بالاسم كل من “كاثرين أودكويا” و” كيران ألدريد”، وأن هذه الأصوات المنتقدة تعالت خصوصا بعد حادثة مقتل المواطن الأمريكي “جورج فلويد”، بمعنى أن خطوة الافتحاص الداخلي كانت اضطرارية وليست تلقائية مثلما ادعى السكتاوي.
أما الادعاء أن المنظمة تقوم بالافتحاص الداخلي بشكل دوري من تلقاء نفسها للوقوف على الاختلالات، كما حدث سابقا في قضية العنف ضد المرأة، فإن السيد السكتاوي يضع نفسه بذلك ومعه منظمته في موقف الاستهزاء بالنظر لتناقض التبريرات مع النتائج التي خلُص إليها المقال الاستقصائي للجريدة وكذلك التقرير الذي أصدرته المكتب الاستشاري الذي تكلف بالافتحاص، والتي أكدت أن خروقات التمييز العنصري متجدرة مؤسساتيا داخل منظمة العفو الدولية، وأنها أصبحت ثقافة سائدة داخلها منذ تأسيسها كإرث استعماري، فكيف لم تقف إدارة المنظمة على هذه الممارسات غير الأخلاقية إلا مؤخرا رغم الافتحاص الدوري طيلة السنوات الماضية.
ومما يؤكد على مغالطات السكتاوي الفاضحة، إضافة إلى ما سبق، تبجحه أن المنظمة تمارس مهامها في إطار من الشفافية والوضوح لدرجة أنه أعطى الدروس للدول للتعلم من منظمته المفضوحة، حيث ادعى أن المنظمة هي من نشرت نتائج الافتحاص الداخلي بينما يؤكد المقال الاستقصائي الذي أجرته جريدة “الغارديان” أن المنظمة حجبت تقرير المكتب الاستشاري الذي أجرى الافتحاص عن الصحافة، وأن ما يتم تداوله كان تسريبات وشهادات مباشرة من المتضررين، كما أن من بين الملاحظات التي جاء بها التقرير “أن الوجه الخارجي لمنظمة العفو الدولية (الأمانة الدولية) مختلف جدًا عن وجهها الداخلي”.
عذر أقبح من زلة.. هذا ما وقع فيه محمد السكتاوي، رئيس فرع منظمة العفو الدواية بالمغرب، لتبرير انزلاقات أولياء نعمته، والأدهى من ذلك أنه يرجع أسباب انتقاد منظمته لأسباب سياسية وأخرى انتقامية، ويدعو للاقتداء بها “دون حياء”، وفي نفس الوقت يعترف “لا ندعي الكمال في حقوق الانسان”، فكيف إذن يمكن الاقتداء بها وفاقد الشيء لا يعطيه !!