بعد أن قررت الحكومة تمديد فترة العمل بالإجراءات الاحترازية التي تم إقرارها يوم 13 يناير 2021 لمدة أسبوعين إضافيين، وتعليق السفر مع كل من فرنسا وإسبانيا، وذلك ابتداء من اليوم الثلاثاء 30 مارس الجاري، اتجهت المؤشرات نحو فرض حظر لتنقل المواطنين المغاربة ليلا خلال شهر رمضان الذي لا تفصلنا عليه سوى أيام قليلة؛ خاصة بعد أن عمدت سلطات ولاية جهة الداخلة واد الذهب العودة إلى الحجر الصحي الشامل بعموم تراب الجهة، إثر اكتشاف بؤرة وبائية بأحد المعاهد وأخرى عائلية بذات المدينة.
وارتفعت مؤشرات توجه الحكومة نحو إقرار فرض حظر التجول الليلي في رمضان ومنع التنقل بين المدن، على غرار رمضان المنصرم، بعد أن دق سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة، ناقوس الخطر من احتمال تعرض المغرب لموجة ثالثة من فيروس كورونا المستجد، إذ قال في تدوينة له على موقع التواصل الاجتماعي إن “الأيام الأخيرة شهدت ارتفاعًا نسبيا في أعداد الإصابات بكوفيد_19 وارتفع عدد الحالات الخطيرة التي تستلزم الإنعاش إلى 72 في 24 ساعة الأخيرة، وهذا مؤشر يقتضي الحذر من الجميع حتى لا نشهد موجة ثالثة لا قدر الله”.
وكان مصدر قد كشف بأن “خصوصية شهر رمضان ستدفع مختلف السلطات التي تتدخل في الموضوع إلى فرض حظر التنقل ليلا للتحكم في الوضعية الوبائية كي لا تتعرض لانتكاسة صحية، خاصة أن هناك مخاوف من موجة ثالثة، وانتشار طفرات لسلالات متحورة، سجل المغرب منها إلى حد الآن عدة حالات للسلالة البريطانية”.
انتشار السلالة الجديدة
سعيد عفيف، عضو اللجنة العلمية لكوفيد19، أوضح أن وزارة الصحة لا تزال متحكمة في خريطة انتشار السلالة الجديدة التي وُصفت بكونها أشد خطورة وانتشارا، الأمر الذي يفسر تراجع أرقام الحالات التي يتم تسجيلها يوميا وكذا الحالات التي تدخل الإنعاش، مشيرا لكون فئات كبيرة من المسنين فوق 65 و75 سنة تمكنوا منعملية التلقيح.
وأردف عفيف في السياق ذاته، في تصريح سابق لـ”آشكاين” أنه “إذا ما كانت السلالة المتحورة منتشرة بكثرة، لما كانت الحالات المصابة قليلة بالمقارنة مع عدد من البلدان الأوروبية، على رأسها إسبانيا وفرنسا الذين تم تعليق الرحلات معهما اليوم الاثنين لتفشي السلالات المتحورة بهما”. وعن ما إذا بإمكان المغرب العودة إلى الحجر الصحي الشامل، قال عفيف “لا نريد تشديد الإغلاق أو العودة للحجر الصحي لما له من تداعيات نفسية واجتماعية واقتصادية، ولكن وجب علينا عدم التراخي في التدابير الاحترازية”.
ومن جهته الطيب حمضي، باحث في السياسات والنظم الصحية، وعضو اللجنة العلمية المكلفة بتتبع الوضعية الوبائية بالمغرب، كان قد استبعد عودة الحجر العام الشامل والكامل بشهر رمضان بالقول “هو أمر مستبعد، نتمنى أن لا نصل إليه، وهذا أمر ممكن في حالة ما التزم المواطنين والمواطنات بالإجراءات الاحترازية، مع تشديد الإجراءات الترابية المتخذة، وقد تشمل هذه الإجراءات إغلاق المدارس لكسر انتشار هذه السلالة والموجة الثالثة”.
صلاة التراويح
أما فيما يتعلق بصلاة التراويح، المرتبطة بشهر رمضان فإن لحسن بن ابراهيم سكنفل، رئيس المجلس العلمي لعمالة الصخيرات تمارة، قال إن السماح بإقامة صلاة التراويح في المساجد خلال شهر رمضان المقبل، موكول إلى اللجنة المكلفة بتدبير الحالة الوبائية، معتبرا أن “صلاة التراويح هي من ضمن النوافل، والأصل فيها أن تصلى في البيوت إتقاء الرياء والسمعة وإلى هذا ذهب عدد من الفقهاء، وعليه فإن صلاة التراويح في البيوت جائزة بل هي الأصل في فعل النبي صلى الله عليه و سلم بعد خروجه مرتين أو تلاث مرات حيث أم المصلين، ثم اكتفى بالصلاة في البيت وصار الناس يصلي كل واحد بنفسه”. (المصدر : آشكاين)