أنا الخبر ـ متابعة
لم يعد الربط القاري بين المغرب وأوروبا الذي يطمح المغرب لتحويله إلى واقع منذ عقود، متاحا مع إسبانيا فقط، فخروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي وشروعها في توجيه اهتمامها جنوبا صوب القارة الإفريقية جعلها بدورها شريكا محتملا لتنزيل هذه الفكرة عبر مسار يربط مدينة طنجة بجبل طارق، الأمر الذي عادت وسائل الإعلام البريطانية والإسبانية إلى طرحه مؤخرا.
وفي الوقت الذي كشفت فيه آخر الدراسات الإسبانية أن مقترح الربط القاري الذي يفترض أن يربط المغرب بإسبانيا عبر نفق يصل بين “بونتا بالوما” في طريفة “وكاب مالاباطا” في طنجة، يواجه صعوبات في التمويل بالإضافة إلى أن احتمال إنجازه قد يتأخر إلى الفترة ما بين 2030 و2040، فإن الإنجليز من جهتهم بدؤوا في التحرك لتنزيل الفكرة لتكون إحدى البدائل الاقتصادية لخروجهم من الاتحاد الأوروبي.
وتربط التقارير البريطانية والإسبانية هذا الأمر بسعي حكومة بوريس جونسون لإيجاد شركاء تجاريين في منطقة شمال إفريقيا، وهو ما ستسهله عملية الربط المباشر مع المغرب، بحكم أن هذا البلد وقع مسبقا اتفاقيات تجارية جديدة مع المملكة المتحدة، وتحديدا في أكتوبر من سنة 2019 في إطار استعدادات لندن لـ”البريكست”، لتنمي الرباط بعد ذلك شراكتها الاقتصادية مع لندن خاصة في المجال الفلاحي والصناعي والطاقي.
وليست هذه هي المرة الأولى التي تبرز فيها فكرة الرباط القاري المغربي البريطاني عبر جبل طارق، ففي غشت الماضي كشف سفير المملكة المتحدة السابق في الرباط، توماس رايلي، في حوار مع صحيفة “إل إسبانيول”، قبل انتهاء ولايته على رأس السفارة، عن وجود مجموعة من الفرص بين البلدين التي ينبغي اغتنامها، ملمحا إلى إمكانية تنزيل فكرة الربط القاري بعبارة “جونسون (رئيس الوزراء البريطاني) يحب الجسور”، دون أن يخفي أن بريطانيا تطمح في أن يكون المغرب بوابتها نحو القارة الإفريقية.
لكن رايلي لم يكن أول من أعاد إحياء هذه الفكرة إعلاميا، فصحيفة “لونوفيل أوبسيرفاتور” الفرنسية، وفي غمرة الشك الذي ساد مصير المفاوضات بخصوص خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في يوليوز الماضي، تحدثت عن وجود رغبة بريطانية في إحياء مشروع بناء جسر بين طنجة وجبل طارق التي تعود إلى عشرينات القرن الماضي، وهو المشروع الذي ستكون له فوائد اقتصادية عديدة على البلدين. (المصدر: الصحيفة)