هل تخفف الأغنام المستوردة من الغلاء؟
يسود تخوف كبير لدى العديد من المواطنين من ارتفاع أسعار الأضاحي هذه السنة،
خصوصا في ظل الوضعية الاجتماعية والاقتصادية التي تمر بها أغلب الأسر المغربية،
وأكد مواطنون ارتفاع أسعار بيع الأضاحي هذه الأيام في الأسواق، وهو ما يزيد من مخاوفهم،
من أن تضل على ما هي عليه إلى حين وصول يوم العيد على بعد أقل من ثلاثة أسابيع.
وشهدت الأسواق الممتازة ارتفاعا كبيرا في أسعار الأضاحي التي تباع بالكيلوغرام الواحد.
ومن خلال زيارة بعض الأسواق، فإن ثمن الحولي الصردي بلغ 69 درهما للكيلوغرام بعدما كان العام الماضي 59 درهما،
أما المعزي فبلغ 66 درهما للكيلوغرام، وتيمحضيت ب 67 درهما للكيلوغرام، وبني كيل ب 68 درهما للكيلوغرام.
هذه الأثمنة جعلت مثلا أصغر الخرفان الذي يزن 35 كلوغراما يبلغ سعره 2400 درهم.
وفي وقت يعزو “الكسابة” هذا الإرتفاع إلى غلاء أسعار العلف، يدعو المواطنون إلى وجوب احترام أسعار البيع والقدرة الشرائية للأسر المغربية.
ويؤكد المغاربة أن وفرة المنتج من قطيع الأغنام والماعز كما أوردت ذلك وزارة الفلاحة هناك،
لا يوازيه فرض أسعار معقولة لا تتسبب في إنهاك قدراتهم الشرائية،
متسببة في مشاكل مادية أخرى تنضاف إلى تداعيات الأزمة.
ولتخفيف الضغط والحفاظ على الأثمنة لجأت الحكومة إلى الإستعانة بالاستيراد من عدد من الدول الأوروبية.
فبعد الأغنام المستوردة من إسبانيا من أجل توفير أضاحي العيد لهذه السنة، والتي وصلت منذ أسابيع،
وصلت شحنة كبيرة من الأغنام المستوردة الجمعة الماضية إلى ميناء الحرف الأصفر بإقليم الجديدة، قادمة من البرتغال،
وأن الشحنة مكونة من حوالي 19 ألف و 500 رأس من الأغنام، التي تم استيرادها من البرتغال، سيتم توجيها بعد المراقبة البيطرية إلى ضيعة المستورد.
ويذكر أن عملية الاستيراد التي أطلقتها الحكومة جاءت لضمان استقرار أسعار الأضاحي،
وكذا سد الخصاص المسجل على مستوى القطيع الوطني بسبب توالي سنوات الجفاف ما زالت مستمرة.
ويرى مهتمون أن رؤوس الأغنام هذه السنة متوفرة بشكل جيد، لكن المشكل يكمن في قلة أعداد الخرفان الصغيرة الذي يتراوح وزنها بين 40 و 45 كيلوغراما.
ويعتبر هذا الحجم من الأضاحي التي تقبل عليها الطبقة الوسطى بالبلاد هو الذي يعاني من الخصاص،
وسيتم تعويضه عبر الاستيراد، كما أن النقص الموجود في الخروف الصغير مرتبط، بعامل الزمن، إذ أن المدة التي تضع فيها النعاج مواليدها هي شهر يناير،
وبالتالي من الصعب أن يصبح الخروف جاهزا في يونيو ويبلغ الوزن المطلوب من 40 إلى 45 كيلوغراما،
لكن بالنسبة للأغنام فهي متوفرة، غير أن الأثمنة خلال هذه السنة ستكون مرتفعة لأن الأعلاف ثمنها ارتفع بالنسبة 30٪.
وستكون الرؤوس التي سيتم استيرادها في المرحلة الحالية، مخصصة للعيد وستتراوح الأثمنة ما بين 60 و 70 درهما للكيلوغرام،
في الوقت الذي كانت الأسعار السنة الماضية أقل من 60 درهما، أي أن الزيادة ستبلغ حوالي 10 دراهم في الكيلوغرام.
فهل تخفف هذه الأغنام المستوردة من ضغط الأثمنة؟