أنا الخبر ـ متابعة
بعد الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، في شهر دجنبر المنصرم، يبدو أن الدولة الألمانية تمضي نحو دعم مبادرة الحكم الذاتي التي قدمها المغرب من أجل تسوية نهائية لقضية الصحراء المغربية، إذ نصت مقترحات الفرق البرلمانية الألمانية، على تجنب تفاقم الوضع في الصحراء، وجعل الوساطة من قبل الأمم المتحدة ممكنة.
وكان غوتز شميدت بريم، سفير جمهورية ألمانيا الاتحادية بالرباط، قد أكد، في وقت سابق أن مقترح الحكم الذاتي الذي قدمه المغرب يظل “الحل الأكثر واقعية” للنزاع حول الصحراء المغربية، معتبرا أن “البوليساريو” توجد اليوم في وضعية “صعبة”.
في السياق ذاته، قال كريم عايش، الباحث في القانون والعلوم السياسية بجامعة محمد الخامس في الرباط، إن “البرلمان الألماني “البوندسطاغ”، عقد يومه الخميس 14 يناير الجاري، جلسة عمومية لمناقشة 19 محورا، مفتتحا نقاشه في المحور المتعلق بالإحالات وفق المسطرة المبسطة بسؤال للنواب أوميد نوريبور، وكاتيا كول ومارغريث باوز عن تحالف التسعون وحزب الخضر حول وضع القانون الدولي بخصوص التصعيد بالصحراء المغربية، وإمكانية وساطة الأمم المتحدة”.
البرلمان الألماني
وأوضح عايش، أن وضع القانون الدولي بخصوص الصحراء المغربية، “هي نقطة من بين أربع نقط أدرجت في جدول أعمال الجلسة العمومية، والمثبتة في محضر الجلسة ذو 160 صفحة، النقطة الثانية والتي أضيفت للسؤال السابق وضعت من طرف النواب سيفيم داكدالين، وهايكي هانسل، واليكساندر بوي من المجموعة البرلمانية اليسار حول رأي القانون الدولي في ما أسموه (الاحتلال المغربي) وهما السؤالان”، مردفا “ليس السؤال الواحد كما تروج له المواقع الإلكترونية، الذين لم يتم مناقشتهما داخل الجلسة العمومية وتمت إحالتهما للجان الخارجية، اللجنة الاقتصادية والطاقيةّ، لجنة التعاون أو التنمية الاقتصادية، ومفوضية شؤون الاتحاد الأوروبي”.
وزاد عضو المركز المتوسطي للدراسات والأبحاث الدولية والتشاركية، أن “ما يعتبر انتكاسة لحزب الخضر وتحالف 19 واليسار إضافة لحلفاؤهم من دبلوماسيين جزائريين ببرلين والبوليساريو، والذين عولوا على أن يكون البودستاغ ساحة أوروبية لتسويق مغالطات جبهة البوليساريو وافتراءاتها بتمويل جزائري، فكان أن أجمع النواب على إحالة هذه الأسئلة على لجان متفرقة حتى يتم تدارس الموضوع، ولربما أخرجه دون ما أدنى متابعة داخلها”.
وأضاف المحلل السياسي، أنه “من هنا يمكننا فهم مواقف كتلة الخضر+ تحالف 90 + اليسار والذين يشكلون 136 صوتا من أصل 709 صوتا المشكلة للبرلمان الألماني والذي يشكل فيه حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي والحزب الاشتراكي الديمقراطي 298 مقعدا بأغلبية مريحة تمكن الخارجية الألمانية، من الحفاظ على توازن سياستها الخارجية واحترام حلفاءها التقليديين بالرغم من الخلافات الأخيرة مع ترامب وجفاف سياسته تجاه برلين بسبب صفقة خط أنابيب نورد ستريم الروسي”.
وفي السياق ذاته، يؤكد عايش أنه “لكن لابد من انتظار الرئيس الأمريكي الجديد جوزيف بايدن كي تدقق كل الخارجيات الأوروبية حبالها حتى تساير حركاته لتعزف نفس السمفونية في ما يخص الاعتراف الرسمي الأوروبي بقرار مكتوب بمغربية الصحراء، وانهاء حالة الفوضى والعبث التي تعرفها صحراء الجزائر وإنهاء سراب البوليساريو”.
“لدى ربما كان من الأجدر أن توجه الديبلوماسية البرلمانية إلى التواصل مع مختلف الأحزاب الأوروبية والتي تتبنى مواقف البوليساريو أساسا”، يزيد المحلل السياسي، مردفا “لشرح الملف بصورة دقيقة وعملية إبراز مكامن الخلل المتعلقة بإيمانهم بترهات وكذب المرتزقة وإبراز الخروقات والجرائم ضد الإنسانية، التي ترتكب يوميا ضد الصحراويين المحتجزين بمخيمات تندوف، وما تقدم عليه ميليشيات البوليساريو من نهب وسرقة وانتهاكات جسيمة لحقوق الأطفال والإنسان، بدل إنهاك ميزانية البرلمان والدولة في زيارات مجاملة وسياحة لم تقدم على الصعيد الأوروبي ما يكفي لتجنب أسئلة خارج سياق التاريخ والجغرافية مثل هذه الأسئلة”. (المصدر: آشكاين)