أنا الخبر ـ متابعة
اخترق مجهولون، أمس الاثنين 22 نونبر الجاري، الموقع الرسمي للاتحاد العام لمقاولات المغرب (الباطرونا)، حيث أقدموا على وضع العلم الرسمي للجمهورية الجزائرية على واجهة الموقع المذكور، وهو ما يؤشر على أن هذا الهجوم الالكتروني قد يكون من “هاكرز” جزائريين.
ويأتي الهجوم الإلكتروني على موقع مغربي رسمي في سياق محموم بالتصعيد الذي تنهجه الجزائر ضد المغرب، وهو ما يحيلنا على التساؤل إن كانت الجزائر بدأت “حربا إلكترونية” على المغرب، في ظل الحرب المتخيلة التي لا تدور رحاها إلا في تصور قادتها العسكريين.
ويرى أستاذ العلاقات الدولية في جامعة محمد الأول بوجدة، خالد الشيات، أن هذه “حرب بالنسبة للجزائر وليس بالنسبة للمغرب، لأنها هي التي تعتقد أنها في حرب”.
وأوضح الشيات وفق ”آشكاين”، أن المغرب مَدّ يَدَه ولا يتعامل مع الجزائر بمنطق الحرب ولا بمنطق الصراع والتنافس، بل ما يربط المغرب بالجزائر هو منطق واحد، هو منطق التعاون والتكاثف”.
“وحتى نكون موضوعيين”، يستطرد الخبير في العلاقات الدولية نفسه، فإن “هناك احتمالين إما أن هذا الاختراق تم من طرف جهة رسمية أو ومنظمة قريبة من الجهات المخابراتية الجزائرية أو هي المخابرات مباشرة، بمعنى أنه فعل حكومي ورسمي، وهو أمر له حسابات وله تبعات، وهذا نتيجة للتهييج النفسي للمجتمع الجزائري ضد المغرب من طرف النظام الجزائري”.
موردا أن “المغرب يتعامل مع الجزائر بمنطق حضاري، إلا أن مجموعة من الجزائريين مهووسون بهذه الدعاية المكثفة عليهم ضد المغرب، في محاولة للتحقير والتنقيص وربط الصفة الاستعمارية بالمغرب”.
معتبرا أن “ما يقع في الجزائر ضد المغرب أثر حتى على الجوانب النفسية ربما لشباب أو جهات معينة غير رسمية”، وأردف “فعل اختراق موقع “الباطرونا” يدخل في اتجاهين إما الاتجاه الرسمي أو الاتجاه غير الرسمي، وفي كلتا الحالتين هو فعل مدان وجبان”.
مشددا على أن هذا الفعل “غير مؤثر من الناحية الواقعية، لأن موقع “الباطرونا” ليس بأهمية كبيرة، إذ يمكن أن تكون الأمور أقل ضررا في حالته، وأكثر ضررا في مواقع أخرى ذات طبيعة استثمارية أو أمنية، كما حدث بين قطر والإمارات، حيث تم اختراق الموقع الرسمي لوكالة الأنباء وبث بعض الأخبار الخاطئة”.
وخلص الشيات إلى أن هذا الامر يدخل في باب العبث وتصور الحرب التي توجد لدى النظام العسكري الجزائري وليس لدى المغرب، لأن الأخير لن يتعامل بنفس المنطق مع الجزائر ولا مع هيئاتها أو مؤسساتها أو مواقعها، ولا مع أي دولة أخرى في العالم، ولا يدخل في نسق واختيارات المغرب من الناحية السياسية”