هلوسة جديدة.. “الجزائر تعلّم فرنسا الرياضيات وصناعة العطور” في التفاصيل، يبدو أن بعض الأصوات لا تزال مصرة على تزوير التاريخ وتقديم روايات خيالية لا تمت للواقع بصلة، في محاولة لإعادة كتابة الأحداث وفق أهواء بعيدة كل البعد عن الحقائق العلمية والتاريخية.
الادعاء بأن الجزائر هي من علمت الفرنسيين الرياضيات والفيزياء، أو أنها من وضعت أسس نظافتهم الشخصية، ليس إلا نموذجًا صارخًا لخطاب مبني على المغالطات والأوهام. فالحضارة الأوروبية، بما فيها فرنسا، كانت جزءًا من التطور العلمي والفكري الذي امتد عبر العصور، متأثرةً بجهود علماء من مختلف بقاع العالم، بما فيهم العرب والمسلمون، ولكن ادعاء أن الجزائر وحدها كانت المصدر الحصري لهذا التقدم هو قفز على الواقع.
أما الحديث عن الاقتصاد الرأسمالي وربطه “بالفريضة الجزائرية”، فهو تضليل فادح، لأن الرأسمالية كنظام اقتصادي تطورت تدريجيًا نتيجة عوامل عدة، من بينها الثورة الصناعية في أوروبا والتغيرات التجارية العالمية، وليس عبر تأثير مباشر من قصر “المرادية”.
هذه المزاعم تكشف فقط عن أزمة في فهم التاريخ ومحاولة يائسة لصناعة أمجاد وهمية لا أساس لها، بدلًا من الارتكاز على حقائق مدعومة بالأدلة والوثائق.
إقرأ المزيد